مسجد (التركي) في مدينة طرابلس عاصمة جمهورية ليبيا.
أ.د.فؤاد البنا
سمي بهذا الاسم نسبة إلى لقب الشخص الذي بناه على نفقته الخاصة وهو الشيخ بدرالدين بن عبد الكريم التركي، حيث بناه سنة ١٩٥٦م أيام المملكة السنوسية.
يقع المسجد في ناصية مهمة تطل على شارعين، ويشمخ هيكله الأنيق بدلال في قلب الحي الشهير الذي يسمى سوق الجمعة وسط مدينة طرابلس، وهو من المساجد المعروفة في العاصمة ومن أكثرها تميزا وجمالا.
يمتلك المسجد تصميما معماريا مختلفا عن سائر مساجد ليبيا التي يقترب عددها من ٦ آلاف مسجد، إذ يحظى بكثير من الجاذبية بسبب النمط المتبع في عمارته، ابتداء من شكله المستطيل وغير المكتمل في أحد الأطراف مع تمدد سقفه على أقواس مفتوحة على الشارعين اللذين يطل عليهما، مرورا بقبابه المختلفة في الأشكال والأحجام بل والألوان مع تضافرها في صنع هالة جميلة لهيكل المسجد، ووصولا إلى المئذنة التي جمعت بين أصالة الفن الليبي وجمال الفن الحديث، مما أنتج لوحة بديعة زينت المسجد بجدارة!
تتبع المسجد مدرسة قرآنية تمتلك عددا غير قليل من الفصول الدراسية التي تحتضن عشرات الطلاب ممن تهفو قلوبهم لحفظ القرآن الكريم، وفي العادة فإن هذه المدرسة تتكون من ٤ حلقات وتضم كل حلقة ما يقارب الستين طالبا.
ويقيم المسجد دورات تأهيلية لمرتاديه، وأهمها الدورة الصيفية لطلاب التحفيظ، ويقيم دورة البراعم والأشبال وغيرها من المناشط المتنوعة التي تستهدف صقل شخصيات الجيل الجديد وتنمية مواهبهم وقدراتهم حتى يصبحوا أرقاما صحيحة في مجتمعاتهم، وبجانب ذلك فإن المسجد يتبنى بعض الأعمال الخيرية التي تقيم جسورا بين مكونات المجتمع المختلفة ولا سيما بين الأغنياء والفقراء.