مسجد (دار الإحسان) أو جامع سنندج في مدينة سنندج بجمهورية إيران.
أ.د.فؤاد البنا
هو مسجد سني يقع في مدينة سنندج في منطقة كردستان التابعة لإيران، ويشتهر عند الأهالي باسم (المسجد الجامع)؛ لأنه أكبر مسجد تقام فيه صلاة الجمعة في هذه المدينة التي تعد الثانية في كردستان الإيرانية وأهم مركز ثقافي للأكراد، أما الاسم الرسمي له فهو مسجد دار الإحسان.
تم افتتاحه سنة ١٨١٢م وجرت له توسعة سنة ١٩٦٤م، وتذكر النقوش التي يتضمنها هذا المبنى بأن المسجد بني حوالي سنة ١٢٨٢هجرية، بأمر من والي كردستان في ذلك العهد والذي كان تابعا للدولة القاجارية.
يتكون الهيكل الضخم لهذا المسجد من مبنيين رئيسين، الأول يمثل المسجد الذي تقام فيه سائر الصلوات ويتسع لبضعة آلاف من المصلين، وهو صاحب البوابة الضخمة والمنارتين الجميلتين، ويتسم بثراء النقوش والزخارف الفارسية التي تتداخل ألوانها بشكل مذهل ويغلب عليها اللون الأزرق، بينما يغلب على زخارف المبنى الثاني اللون الأحمر وتعلوه صومعتان رائعتان وقد طلي الجزء الأعلى منهما بلون ذهبي جذاب، وبوابته أصغر من الأولى وإن كان المبنى أعلى إذ يتكون من ٤ طوابق، وهذا المبنى هو المدرسة التابعة للمسجد والتي يتعلم فيها الطلاب علوم الشريعة والفقه الشافعي، وتتضمن فصولا وقاعات للدراسة وغرفا سكنية للطلاب الملتحقين بهذه المدرسة.
ويوجد بين المسجد والمدرسة وتوابعهما فناء متوسط الحجم، وتوجد فيه بركة تنبع منها نافورة وتزينها عدد من الأشجار والأزهار الجميلة التي زادت المبنى جمالا على جمال!
ومن الواضح للعيان أن المسجد تحفة معمارية متميزة، بتصميمه المختلف ونقوشه البديعة التي تشبه السجاد الإيراني، وبمآذنه وبواباته ونوافذه المقوسة، وبسطوحه التي زُينت بنوع فاخر من الكاشي الإيراني، ويسمى الكاشي ذا الألوان السبعة، وبالخطوط العربية التي نقشت على جدرانه آيات من القرآن الكريم، بخط الثلث العربي الجميل!
وللعلم فإن نفقات المسجد ورواتب المدرسين وحوافز الطلاب كانت تأتي من ثمن بيع ثمار البساتين الواقعة في أراضي القرى الثاوية بشمال المدينة، حيث تم توقيفها لهذا الغرض من قبل بعض المحسنين، ولا ندري هل ما زالت تسلم لمستحقيها الذين أوقفت من أجلهم أم لا!
