مسجد (مايدوجوري المركزي) في مدينة مايدوجوري بجمهورية نيجيريا.
أ.د.فؤاد البنا
يستوطن هذا المسجد وسط مدينة مايدوجوري التي تقع في أقصى الشمال الشرقي لجمهورية نيجيريا التي بدورها تقع في غرب إفريقيا وتعد أكبر بلد مسلم في القارة، وتثوي مدينة سوكوتو بالقرب من ملتقى نهر سوكوتو. وهو المسجد المركزي والأكبر في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليون نسمة.
والمسجد في الأصل قديم وتم هدمه في عام ١٩٨٦م حتى يعاد بناؤه بصورة أجمل وبحجم أكبر، لكن أمورا عديدة أخرت هذا الإنجاز لمدة ثلاثة عقود كاملة!
وتمَّ استئناف العمل في البناء الجديد في عام ٢٠١٢م ليتم افتتاحه في فبراير ٢٠١٦م بحضور رسمي وشعبي وعلمائي كبير. وبحسب وسائل الإعلام فقد أعرب الحضور عن سعادتهم وفخرهم لبناء المسجد الجديد، مؤكدين أن هذا المنجز يلامس قلوب المسلمين، ويلبي حاجة غالبية مسلمي المدينة وما حولها.
يزدان المسجد بحلة جمالية مبهرة، حيث تشمخ في أركانه الأربعة ٤ مآذن بالغة العلو والفخامة، وتتمتع كل مئذنة بثلاث شرفات، وينساب الجمال من ألوانها وزخارفها وتصميمها الذي تم المزج فيه بين الفنون العربية والعثمانية والإفريقية السائدة في غرب إفريقيا. وينطبق نفس الوصف على القبة الضخمة ذات اللون الأخضر الفاتح والتي تشمل مساحة كبيرة من المسجد الواسع نتيجة كبر قطرها وارتفاعها. ويزيد من جمال هيكل المسجد مصفوفة نوافذه الثلاثية الجميلة وأعمدته الاسطوانية المقوسة والتي أحاطت بالمسجد إحاطة السوار بالمعصم!
ويبدو أن تصميم المسجد قد روعي فيه منذ البدء أن يصبح مجمعا كبيرا للأنشطة الإسلامية في المدينة كلها؛ فقاعات الصلاة تتسع لأكثر من ١٥ ألف مصلٍّ، ويكون بذلك من أكبر المساجد في نيجيريا بل في غرب إفريقيا كلها، ويحتوي على ٩٠ نقطة للوضوء، وثمانية خزانات للمياه. ويضم ١٠ فصول دراسية لتعليم مبادئ الإسلام وأساسيات اللغة العربية ولتحفيظ القرآن وتعليم أحكام التجويد، ويمتلك مكتبتين زاخرتين بالكتب النافعة، ومكتبة إلكترونية، ومركزا إعلاميا، بجانب مكاتب إدارية وسكنا للقائمين عليه.
