مسجد (العوام) في مدينة مرسي مطروح بجمهورية مصر العربية.
أ.د.فؤاد البنا
سمي بهذا الاسم لأنهم في عهد الملك فؤاد الأول وجدوا جثة مجهولة تعوم فوق المياه ولم تتغير أو تأكلها الأسماك، فظنوا أنه ولي وأقاموا له قبرا سموه بقبر العوام، وما زالت تنسج حوله أساطير في الثقافة المحلية كعادة العوام حتى نصّبوه وليا حقيقيا بل وصار بعضهم يطلب منه ما لا ينبغي أن يطلب إلا من الله!
وفى سنه ١٩٦٩ تم بناء المسجد على شكله الحالي فى عهد جمال عبدالناصر، وقامت شركه حسن علام المسماة بشركة النصر العامة بتشييده بهذه الصورة الجميلة!
يتميز المسجد ببوابته الضخمة ذات الأعمدة الاسطوانية المهيبة، وبقبته الكبيرة في ارتفاعها وقطرها والأنيقة في تصميمها ونقوشها، وتنتصب في طرفي واجهته الأمامية مئذنتان شاهقتان يبلغ ارتفاع كل مئذنة منهما ١٥م وتمتلك شرفتين يمكن الإطلالة منهما على البحر بزرقته الفيروزية وعلى المدينة ببياض بيوتها الناصعة!
ويتميز أيضا بسقفه المطعم بنقوش إسلاميه تعود إلى العصر الفاطمي، ويرتفع سقفه بمقدار ١٠ أمتار عن أرضية المسجد التي تم رفعها في الأصل عن سطح الأرض حتى لا يكون المسجد عرضة لأي فيضانات من البحر الذي لا يفصله عن المسجد سوى شارع واحد!
وبسبب جمال المسجد الذاتي وجماله المكتسب من موقعه الجميل؛ فإن السلطات المصرية ما فتئت تفتخر به، ولذلك فقد زاره من رؤساء مصر جمال عبد الناصر والسادات، وصحبوا فيه رؤساء بعض الدول وهم: القذافي رئيس ليبيا الأسبق، جعفر نميري رئيس السودان الأسبق، عيدي آمين رئيس أوغندا الأسبق، حافظ الأسد رئيس سوريا السابق!
وللأسف فإن هذا المسجد بجمال هيكله البنيوي يحتوي بعض الخرافات القبيحة من بعض العوَام الذين يطلبون من العوّام أن يجلب لهم النفع وأن يدفع عنهم الضر، مع أنه لم يستطع إنقاذ نفسه من الغرق، بل وابتكروا لهذا العوام تأريخ ميلاد يحتفل فيه الآلاف لمدة ثلاثة أيام مع أنه مجهول ولا يدري أحد عنه شيئا!
