الجامع الأموي في دمشق عاصمة جمهورية سوريا ٧

الجامع الأموي في دمشق عاصمة جمهورية سوريا ٧



المسجد الأموي في مدينة دمشق، عاصمة الجمهورية العربية السورية.

أ.د.فؤاد البنا

هذا المسجد العظيم في مقدمة الشهود على حركية سنة المداولة بين الناس، فقد اجتمعت في هذا المقام بصمات الأمويين والعباسيين والسلاجقة والأيوبيين والعثمانيين، ومن هنا عبر الغزاة مدحورين: الصليبيون والمغول والفرنسيون. ودخل هذا المسجد أعلام كبار مثل: الوليد بن عبد الملك الذي بناه، وعمر بن عبد العزيز الذي كان يقعد فيه متأملا مشاكل رعيته، وصلاح الدين الأيوبي الذي كان يمكث فيه ليضع الخطط لطرد الغزاة من الأرض المقدسة في بيت المقدس وأكنافه، ومن داخله قام شيخ الإسلام ابن تيمية بتعبئة الجماهير المسلمة ضد الغزو المغولي والعز بن عبد السلام ضد الغزو الصليبي، وألقى هنا بديع الزمان النورسي خطبته الشامية المشهورة!

في هذا المسجد ينتصب ألف برهان على ثراء الثقافة الإسلامية وغناء حضارتها؛ ففي هذه البقعة المباركة اجترح الفلاسفة تأملاتهم العقلية، ومارس الصوفية طقوسهم التعبدية، وعقد علماء الكلام مناظراتهم، وناقش الفقهاء خلافاتهم، وعقد المحدثون حلقاتهم!

يتوسط المسجد مدينة دمشق كأنه قلبها، وتبلغ مساحته الإجمالية ١٥٧×٩٧ وهو ما يزيد عن ١٥ألف م٢، ويتم الولوج إليه من أربعة أبواب: باب البريد من الغرب، باب جيرون من الشرق، باب الكلاسة من الشمال، باب الزيادة من الجنوب.

يقوم سقف المسجد على عشرات الأعمدة والسواري، ويتكون من عدد من الأجنحة، أكبرها الجناح المتوسط الذي يغطيه سقف سنمي، وتنهض في وسطه قبة النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح فيها ١٦ نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع ب ٤٥م ويبلغ قطرها ١٦م.

وفي حرم المسجد توجد أربعة محاريب، وقد نصب المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الرئيسية الأربعة عند السنة. وفي أعلى جدار القبلة تنفتح على امتداده ٤٤ نافذة ذات زجاج ملون، مع ٦ نوافذ في الوسط. ويقوم إلى جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع.

ومن الملاحظ أن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات خطت بطريقة فنية من قبل عدد من المبدعين الدمشقيين الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية. ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، وما زالت أقسام كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال إضافة للتزيينات الكثيرة .

يتكون المسجد من: باب جيرون والدهليز، مشهد الحسين، قاعة المئذنة الشمالية الشرقية، قبر الملك الكامل، مقر عمر بن عبد العزيز، باب الكلاسة أو العمارة، مئذنة العروس، قاعدة المئذنة الشمالية الغربية ( زاوية الغزالي )، مشهد عثمان ( قاعة الاستقبال اليوم )، باب البريد، مشهد عروة (بيت الوضوء اليوم )، قاعدة المئذنة الجنوبية الغربية، محراب الحنابلة، محراب الحنفية، محراب الخطيب، محراب المالكية أو محراب الصحابة، قاعدة المئذنة الجنوبية الشرقية وفوقها المئذنة البيضاء، مشهد أبي بكر، مقام النبي يحيى، قبة الساعات، قبة البركة، قبة المال أو الخزنة الرائعة، باب الزيادة، قبة النسر، مئذنة عيسى، قاعة الصلاة والعبادة، متحف الجامع.

ومن الصعب الإحاطة بمكونات المسجد ووصف جمالياته، وفق طبيعة هذه السلسلة التي تعمد إلى الاختصار، لكن الصور تكمل ما عجز عنه القلم وما لم تسمح به المساحة المتاحة!

x