مسجد (النور) في مدينة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في شارع الكورنيش بمدينة الشارقة ثالث كبرى المدن الإماراتية، ويطل على بحيرة خالد الجميلة والتي تتصل بالخليج العربي، وقد تم بناء المسجد تحت رعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في إمارة الشارقة.
ونظرا لجمال النمط العثماني في بناء المساجد فقد تم بناء هذا المسجد وفق المعمار العثماني الرائع، مما يمثل إضافة فنية إلى مساجد هذه المدينة.
بدأ تشييد هذا المسجد في عام ٢٠٠٤ ليتم افتتاحه رسميا سنة ٢٠٠٥م، وقد بني على مساحة تبلغ ٢٣٨٨٧م٢، ليتسع لأكثر من ٢٦٠٠ شخص، ٢٢٠٠ في مصلى الرجال و٤٠٠ في مصلى النساء.
والمسجد تحفة معمارية وفنية مذهلة، ولا يمكن لمتذوق إلا أن تصيبه الدهشة من الجمال الفتان لهذا المسجد الذي بني من الخرسانة المسلحة بألياف زجاجية، فهو يمتلك مئذنتين قلميتين شامختين يبلغ ارتفاع كل واحدة منهما ٥٤.٥م، وترتكزان في مقدمة المسجد وتمتلك كل واحدة شرفتين يمكن من خلالهما رؤية عدد من المناظر الممتعة لهذه المدينة المشرقة بجمالها الجذاب!
ويمتلك المسجد ٨ قباب وأنصاف قباب في المربع الذي يعلو سطح المسجد وتقف في قمته قبة رائعة، هذا بجانب عدد من القباب الصغيرة التي تغطي بقية السقف وتسقف المداخل المتميزة للمسجد، ورغم اختلاف القباب في الحجم إلا أنها متشابهة في التصميم والنقوش التي تعلوها، غير أن أكبرها هي أجملها، ولا سيما أنها محاطة بنوافذ معشقة ذات زجاج ملون!
ولا يقل الجمال الداخلي للمسجد عن جماله الخارجي؛ فهو ذو هيكل مرتفع مثل مساجد اسطنبول، وكل مساحة في سقفه وقبابه وفي عمدانه وأقواسه، وفي جدرانه ومنبره، كلها مزدانة بما هو مبهر من الزخارف، ومتزينة بما هو مذهل من النقوش الهندسية والخطوط العربية التي سطرت آيات من القرآن الكريم بطريقة مبدعة.
وزاد من سحر المسجد امتلاكه لمنظومة إضاءة متفردة، حيث يتم توزيع الألوان بحسب الرغبة مما يضيف له جمالا آخر في الليل!
ولهذا كله فقد صار المسجد معلماً سياحياً إسلامياً، يحرص على زيارته عدد كبير من الناس، ويتم استقبالهم بحفاوة ويوجد موظفون يشرحون مكونات المسجد وجذورها الثقافية باللغتين العربية والإنجليزية، هذا بجانب أن المسجد قد دخل في عام ٢٠١٤م موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ بسبب امتلاكه لأكبر صندوق زكاة خشبي في العالم !
ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن إمارة الشارقة تضم في أرجائها ٢٨١٣ مسجدا من قرابة ٩ ألف مسجد تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي يبلغ عددها سبعا، وذلك بحسب إحصاء رسمي صدر عام ٢٠٢٠م، مما يعني أن حوالي ٣٠% من مساجد الدولة موجودة في الشارقة.
