مسجد (الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني) في جزيرة هولهومالي بجزر المالديف.
أ.د.فؤاد البنا
يبعد هذا المسجد مسافة كم واحد فقط عن الفنادق والشواطئ في هذه الجزيرة الساحرة والتي يسمى البعض هذا المسجد باسمها (مسجد هولهومالي)، حيث يعد أكبر مسجد فيها، أما تسميته الرسمية فهي بحسب ما أثبتناه في الأعلى وبحسب اللوحة الموجودة عند بوابة المسجد، ذلك أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر هي التي قامت ببنائه وتم إطلاق هذه التسمية (جاسم بن محمد آل ثاني) تكريما لهذه الشخصية القطرية الكبيرة؛ فهو الحاكم الثاني لإمارة قطر ومؤسسها الحقيقي (توفي سنة ١٩١٣م).
تم افتتاح المسجد سنة ٢٠٠١م، ويتكون من دورين، وقد تم تشييده على مساحة تبلغ ١٨٤٥م٢، ويتسع لأكثر من ١٨٠٠ مصلّ وهو الأكبر في هذه الجزيرة.
ومن الواضح للعيان أن تصميم المسجد حديث للغاية، بشكله الدائري وتفاصيله الهندسية المعاصرة، لكنه احتفظ بأهم فكرتين في المعمار الإسلامي وهما المئذنة والقبة، فقبة المسجد تحفة فنية مدهشة، بقطرها العريض الذي يشمل معظم مساحة المصلى، وبتصميمها الجميل ونقوشها الهندسية المتفردة، أما المئذنة فهي لوحة جميلة بتصميمها المختلف وارتفاعها الشاهق وبالقبة التي تعلوها في الذروة. وقد قامت بتصميم المسجد مهندسة معمارية تدعى فاطمة رشيد.
وبالجملة فإن هذا المسجد تحفة هندسية رائعة؛ حيث يجذب أغلب الزوار ويحظى بإعجابهم الكبير؛ لما يمتلك من مقومات الجمال الباذخ، وأولها القبة الذهبية الواسعة، وثانيها المئذنة المرتفعة بجمالها المذهل، وثالثها شكله الاسطواني المستدير وهيكله المرتفع، ورابعها التوزيع الذكي للألوان بين الأبيض الناصع وبين الذهبي الذي يسر الناظرين!
وبعد هذا كله فإن المسجد يزدان بحديقة رائعة وتتزين هي به، حيث تزخر بالكثير من الأشجار الاستوائية الباسقة والنباتات الجميلة، وتتناثر فيها عدد من المقاعد لجلوس الزوار الذين يتقاطرون عليه بصورة شبه دائمة!