مسجد (سكينة الصغرى) في مدينة مظفر غار بجمهورية باكستان.
أ.د.فؤاد البنا
من عجائب الأقدار أن هذا المسجد (الكبير) الذي يتكون من ثلاثة أدوار يقع في قرية (صغيرة) تسمى جاتوي، ولذلك فإنه يسمى أحيانا باسمها مسجد جاتوي، وهي تقع في إحدى ضواحي مدينة مظفر غار بجنوب إقليم البنجاب الذي يحمل اسمه معنى الخمسة الأنهر؛ مما جعله أكبر الأقاليم الباكستانية من ناحية السكان الذين يقترب عددهم من مائة مليون نسمة!
وضعت له حجر الأساس سنة ٢٠٠٦ لينجز بناؤه خلال سنة ونصف، حيث تم افتتاحه سنة ٢٠٠٨م.
قام بتصميمه مهندسون أتراك وبناه مقاولون أتراك؛ ولذلك فقد ظهر فيه جمال المساجد العثمانية مع بعض التفاصيل التي تنتمي إلى المعمار البنجابي.
وروعي في تصميم المسجد وبنائه أن يكون قادرا على مقاومة الزلازل، وبجانب ذلك فإنه يمتلك نظام تهوية مركزي.
استوطن المسجد منطقة جميلة تطل على إحدى القنوات المائية التي تبث الحياة في أرجاء البنجاب، وبني على مساحة كبيرة بجانب اتساعه الرأسي؛ حيث يستوعب حوالي ٤٠٠٠ مصل من الرجال والنساء.
ويحتوي المسجد والمبنى الملحق به على مدرسة ابتدائية لتدريس علوم القرآن ومبادئ الشريعة وكذا العلوم الموجودة في المدارس النظامية، ويمارس دورا تنويريا واجتماعيا جيدا في هذه المنطقة التي تعاني من قلة الخدمات الحكومية.
ولا يستطيع أن يماري صاحب ذائقة جمالية في أن المسجد تحفة معمارية مبهرة بموقعه في وسط الحقول التي تغرقها أنهار البنجاب في خضرة دائمة طيلة العام، وبما يمتلك من لوحات فنية تتجلى في كل مكوناته ولا سيما في المئذنتين السامقتين في أعالي السماء والقبة الفضية الرائعة التي تعتلي ذرى الهيكل المسجدي الأنيق، وبعقوده المزخرفة ونوافذه المقوسة وألوانه الموزعة بطريقة ذكية!