مسجد عمر في مدينة ليستر بالمملكة المتحدة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي إفينجتون بمدينة ليستر التي تقع في وسط بريطانيا وتحتضن جالية مسلمة كبيرة تمثل أغلبية في بعض الأحياء الشرقية من المدينة، وهذا المسجد هو واحد من أكثر من ٥٠ مسجدا تزدان بها هذه المدينة ذات الهوية البروتستانتية.
ولقد تشرف هذا المسجد بحمل اسم الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاروق وأخبر بأنه لو كان هناك نبي بعده لكان عمر؛ إذ وافقه القرآن في أكثر من عشرين موضعا!
كانت الجالية المسلمة في هذا الحي تتخذ من عقارين مؤجرين مسجدا ومدرسة، ثم تنادى أبناء الجالية، وأكثرهم من الهند وباكستان، للتبرع من أجل بناء مسجد ومدرسة، وبدأ العمل في البناء عام ١٩٩٩م وفي آخر عام ٢٠٠٠م كان المسجد جاهزا للافتتاح بفضل التبرعات التي انهالت من الأسخياء، و٩٥% من التبرعات هي من أبناء هذه المدينة!
تم تصميم المسجد وفق النمط المعماري الحديث مع اقتباسه من المعمارين الهندي والعربي؛ وبذلك فقد ضمن المصمم بقاء أساسيات المعمار الإسلامي الأصيل مع الانسياب ضمن روح المعاصرة والتساوق مع المعمار السائد في المنطقة التي استوطنها هذا المسجد!
أخذ هيكل المسجد شكلا ثمانيا، ويتمتع بوجود ٤ منارات عالية وأخرى صغيرة في أطرافه، وترتفع في قلب المسجد قبة عريضة تضم مساحة لا بأس بها من المصلى الكبير، وتزدان بمصفوفة من النوافذ المتجاورة والتي تشكل مصدرا رئيسيا للضوء الطبيعي بجانب نوافذ المسجد، وتتضافر هذه المقومات الجمالية مع اللون البني الفاتح للمسجد لتجعل منه تحفة فنية رائعة!
وبسبب هذا التميز الجمالي في هيكل المسجد فقد تم ترشيحه في عام ٢٠٠٥م لجائزة ACE/ RIBA للعمارة الدينية.
يمتلك المسجد مدرسة مستقلة، بنيت من أجل المحافظة على هوية الجيل الجديد من الذوبان في هذا المجتمع المسيحي ذي التوجه العلماني، حيث تركز تعليمها على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والحادية عشرة، ويتم التركيز على تعليم الأطفال أساسيات الإسلام وتحليتهم بالقيم الأخلاقية التي يزخر بها إسلامنا العظيم.
