مسجد أولو جامع في مدينة بورصة في جمهورية تركيا ٤

مسجد أولو جامع في مدينة بورصة في جمهورية تركيا ٤



مسجد (أولو جامع) في مدينة بورصة بالجمهورية التركية.

أ.د.فؤاد البنا

ومعناه (الجامِع الأَعظَمُ) أو الأشرف، وسمي بهذا الاسم نسبة لجبل أولو الكبير الذي تقع مدينة بورصة في أحضانه وكأنه يحميها من غوائل الأيام، ويُعرف أيضا بجامع بورصة الكبير، ويقع في قلب بورصة القديم تلك المدينة الجميلة التي كانت أول عاصمة للعثمانيين.

تم بناء المسجد من قبل السلطان العثماني بايزيد الأول، وذلك في آخر القرن الرابع عشر الميلادي، واستمر بناؤه أكثر من خمس سنوات وكان بمثابة جامعة يأتي إليه طلاب علوم الشريعة من أصقاع مختلفة، بعد أن جمع السلاطين عددا من العلماء للتفرغ فيه من أجل تعليم الناس أمور دينهم.

يعد هذا المسجد بمقياس زمانه كبير جدا؛ حيث تبلغ مساحته ٥٠٠٠م٢، وتصل مساحة قاعة الصلاة وحدها إلى ٣٨٠٠م٢؛ فقد أخذ هيكله شكلا مستطيلا بطول ٥٦م وعرض ٦٨م. ورغم مساحته الكبيرة فإنه يتمتع بضوء طبيعي جيد، نتيجة انفتاح عدد كبير من النوافذ في جدرانه التي تزدان ب ٢٦ نافذة منخفضة و٣٢ نافذة مرتفعة، بجانب نوافذ القباب!

تم تصميم هذا المسجد من قبل المعماري علي نجار وقيل حاجي إيواز باشا، ومهما يكن من صممه فقد تم المزج في تصميمه بين النمط السلجوقي الذي كان في آخر مرحلة له، وبين النمط العثماني الذي كان في بداية اعتماله ليصبح النمط الأشهر في العالم الإسلامي بعد ذلك.

يتزين سطح المسجد بعشرين قبة متقاربة، وترتفع كل قبة منها على أربعة أعمدة، وتبسق في طرفي المسجد منارتان عاليتان من جهة الباب الغربي المطل على السوق الكبير.

وكما أن المسجد تحفة متميزة في هيكله الخارجي، فإن تصميمه الداخلي أشد جاذبية للناظرين؛ حيث تزدهي جدران المسجد وأعمدته بحوالي ١٩٢ من النقوش الجميلة التي نقشها أحد أشهر الخطاطين العثمانيين في ذلك الزمان.

ومن مميزات هذا المسجد أنه يمتلك نافورة كبيرة في وسط مصلاه وليس في فنائه، وتتدلى من بركة النافورة صنابير للوضوء، وترتفع فوق هذه الموضأة الأنيقة واحدة من القباب العشرين لكنها مفتوحة؛ حتى تتعزز إضاءة المسجد وتهويته. ومن أجل تعزيز هذه الوظيفة للقبة المفتوحة مع حماية المسجد من الغبار والمطر والثلوج في ذات الوقت؛ فقد أعيد تصميم القبة في الفترة الأخيرة بصورة أجمل وأصبحت من الزجاج!

ولنفاسة هذا المسجد من الناحية الفنية والتأريخية، ولوقوعه في قلب واحدة من أجمل المدن التركية؛ فإن قوافل الزوار والسواح لا تتوقف عن زيارته من داخل تركيا وخارجها!

x