مسجد (الفاتح) في مدينة أمستردام عاصمة هولندا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع مسجد الفاتح في قلب العاصمة الهولندية أمستردام، وهو أكبر مسجد فيها، ويسمى أيضا مسجد الفتح المبين، ويمكن أن نعدّه نموذجا للكنائس التي تحولت إلى مساجد في البلدان الغربية، بعد أن قام مسلمون بشرائها نتيجة خلوها من المصلين!
بني سنة ١٩٢٩م ككنيسة وفق الطراز المعماري الهولندي، ولكنه أقفر من المصلين فاشتراه مسلمون من الجالية التركية سنة ١٩٨١م كما أكد إمام المسجد، وهناك مصادر تقول بأنه اشتري عام ١٩٧١م، ثم حولوه إلى مسجد بعد أن أجروا على المبنى بعض التعديلات، فقد تم بناء المحراب في مكان المدخل الأصلي، وزيّن أعلى المحراب باسم (الله)، وكتبت بعض الآيات وأسماء الخلفاء الراشدين كعادة المساجد التركية باللغة العربية، بعد أن نزعت الرموز والعبارات المسيحية من أي مكان وجدت فيه مثل البرج الذي تحول إلى مئذنة ترفع الهلال بدلا عن الصليب!
وباستثناء ما ذكرنا فقد ظل داخل المسجد كما هو عندما كان كنيسة، فحافظ على الزجاج الملون وبعض الزينة المسيحية التي لا رمزية دينية لها. ثم أضيفت بعض الغُرف إلى المبنى، ومنها غرفة متوسطة استخدمت كمصلى للنساء، واستخدمت البقية كفصول دراسية لتعلم أساسيات الإسلام وأحكام تلاوة القرآن.
ولأن العمال الأتراك هم من اشتروا الكنيسة وحولوها إلى مسجد فقد أطلقوا عليه اسم الفاتح وذلك عام ١٩٨٢م، كنوع من التذكير بلقب السلطان العثماني الذي فتح مدينة القسطنطينية وغيّر اسمها إلى اسطنبول فأضيف لاسمه محمد لقب الفاتح، ولأن هذه التسمية تستثير مخاوف أكثر الغربيين فإن كثيرين يطلقون عليه اسم الفتح المبين، وحاولوا إظهار سماحة الإسلام من خلال فتحهم لأبواب المسجد لجميع أتباع الديانات الأخرى في مناسبات مختلفة، وكثيرا ما يدير القائمون عليه صورا من حوار الحضارات مع غير المسلمين ولا سيما المسيحيين الذين يمثلون غالبية سكان هولندا وأوروبا عامة!
ورغم الطابع التركي للمسجد فإن المصلين المسلمين يأتون إليه بشكل ثابت من جنسيات مختلفة بما يزيد عن ٢٠ جنسية، ولا سيما في صلاة الجمعة.
يتكون المسجد من ٤ أدوار، يتكون الدور الأرضي من مدخل ومحلات تجارية يعود ريعها لصالح المسجد، ويوجد المصلى الرئيسي للرجال في الدور الثاني ويتوزع الدوران الآخران بين مصلى نسائي وفصول دراسية ومكاتب إدارية ودورات مياه.
