مسجد (سليمان) أو جبل سليمان في مدينة أوش بجمهورية قرغيزستان.
أ.د.فؤاد البنا
تم تأسيس هذا المسجد في سفح جبل سليمان الذي يقع وسط مدينة أوش ثانية كبرى المدن القرغيزية بوسط آسيا، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى نبي الله سليمان عليه السلام الذي يردد الأهالي بأنه مدفون في بطن هذا الجبل، وليست هذه الأسطورة الوحيدة المتعلقة بهذا الجبل، فكثير من النساء يعتقدن بأن من تزور هذا المكان فإنها ستنجب طفلا صحيحا.وتعد اليونسكو هذا الجبل وما فيه موقعا للتراث العالمي لكونه يمتلك بعض مؤهلات القداسة!
ويقع على قمة الجبل مسجد تأريخي بُني على يد الملك المغولي المسلم بابر عام ١٥١٠م، وأُعيد ترميمه أواخر القرن العشرين بعد سقوط الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفييتي، كما يحتوي الجبل على متحف (مجمّع سليمان الوطني التاريخي والأثري) الذي بُني خلال الحقبة السوفييتية.
من الواضح أن المسجد يمتلك العديد من مقومات الجمال، وأهمها قبته الفضية الجميلة بخطوطها الهندسية التي تتميز بها كثير من المساجد القرغيزية، ويزدان بأربع مآذن شامخة تتوزع على أركانه الأربعة وتتميز المآذن والمسجد عامة بنمط معماري تتقاطع فيه الفنون القرغيزية والتركية والمغولية والفارسية!
تم تشييد المسجد من الخرسانة المسلحة ثم تم تلبيسه بالرخام الأبيض الذي تشتهر به هذه البلاد، وتظهر الفخامة في أمور عديدة وأولها البوابة الضخمة التي يتم الصعود إليها عبر عدد من الدرج العريض مما يسمح بمرور انسيابي للمصلين! ويتكون المبنى من دورين يتسعان لعدد غير معلوم من المصلين ولكنه كبير بالتأكيد كما تظهر الصور، ويقوم بوظائف عديدة ومنها تجهيز الموتى للدفن؛ إذ توجد مقبرة بجواره ولا يفصله عنها إلا السور!
وللمسجد فناء واسع يرفل بالخضرة التي تتوزع بين الحشائش والأشجار التي لم تكبر بعد نتيجة حداثة المسجد!
