مسجد سفينة النجاة في مدينة كراتشي الباكستانية

مسجد سفينة النجاة في مدينة كراتشي الباكستانية



مسجد (سفينة النجاة) في مدينة كراتشي بجمهورية باكستان الإسلامية.*

أ.د.فؤاد البنا

بني هذا المسجد في سبعينات القرن الماضي في حي شعبي في طريق ميرزا ​​آدم خان بعد سوق صدر الذي يمثل القلب التجاري لمدينة كراتشي كبرى المدن الباكستانية وعاصمة مقاطعة السند والعاصمة الاقتصادية لباكستان والميناء الرئيسي لأفغانستان التي لا تقع على بحر.

وقد اخترنا في ليلتنا هذا المسجد الذي أخذ شكل سفينة للتذكير بالمأساة التي تعيشها باكستان الشقيقة في هذه الأثناء بسبب السيول والفيضانات غير المسبوقة، ويكفي أن نعرف بأن الضحايا بالآلاف والمشردين بمئات الآلاف والمتضررين في بيوتهم ومزارعهم بعشرات الملايين!

تم بناء هذا المسجد المنقطع النظير على شكل سفينة، واشتهر عند الناس باسم (سفينة النجاة) تذكيراً بالأهمية البالغة لفريضة الصلاة في النجاة من الغرق في أوحال المنكرات والعيش في ضنك الدنيا، ومن الشقاء الأبدي في الآخرة وخسارة الفردوس السماوي!

أما الاسم الرسمي للمسجد والمثبت في اللوحة الموضوعة بجانب بابه فهو مسجد (كشتي والي) ومكتوب هذا الاسم أيضا على ظهر السفينة المسجدية!

مبنى المسجد كبير وليس كما يبدو من بعيد، فهو كما رأيت في فيديو له وفي كثير من الصور، يتكون من ثلاثة أدوار: الأول يوجد فيه المصلى وله ديكور يشبه السفينة مع وجود منبر ومحراب ومن دون أي نقوش وزخارف. والثاني يحتضن مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وتوجد درج داخلية تربط بين الدورين وتشبه درج أي بيت عادي، أما الدور الثالث وهو الأرضي فلا نعلم عنه شيئا، حتى صاحب الفيديو لم يقم بعرضه، وربما كان يفتح يوم الجمعة فقط حينما يكثر المصلون!

وينبغي أن أعترف أني لم أسمع عن هذا المسجد إلا في رحلة بحثي عن مساجد العالم خلال هذا العام، رغم أني درست الماجستير في جامعة السند بباكستان وعشت فيها عامين، والأعجب من ذلك أني بعد عودتي إلى ما يقارب ٦٠ مصدرا لم أجد أي معلومات تفصيلية عن المسجد، وقد استعضت عن ذلك بمشاهدة فيديو عن المسجد، لكن المعلق لم يورد أي معلومة ذات بال سوى التغني بتفرد المسجد وجماله، وتواصلت مع أحد علماء كراتشي لكنه لم يفدني بأي معلومة للأسف الشديد!

أما عن جماليات المسجد فهي بادية من خلال الصور، ويكفيه جمال التصميم المتفرد، مع تجسيد الصلاة التي تمثل عمود الدين في صورة حسية محببة إلى النفوس، وليت المصممين الذين يجمحون نحو الحداثة في تصميم بعض المساجد الجديدة، ليتهم يُعملون خيالهم ويستثمرون خبراتهم في تجسيد بعض القيم الإسلامية في صور حسية تقربها إلى أذهان عامة الناس.

x