مسجد كامبريدج المركزي في مدينة كامبريدج البريطانية ٢

مسجد كامبريدج المركزي في مدينة كامبريدج البريطانية ٢



مسجد (كامبريدج) المركزي في مدينة كامبريدج بالمملكة المتحدة.

ويسمى أيضا مسجد التوحيد، ويقع في منطقة رومزي بشارع ميل في مدينة كامبريدج التي توجد فيها واحدة من أعرق جامعات العالم وأكثرها امتلاكا لناصية التقدم وصناعة التأثير.

ولد مشروع المسجد عام ٢٠٠٨م في ذهن الدكتور تيموثي وينتر، وهو محاضر في الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج، وكان قد اعتنق الإسلام وأصبح مفكرا إسلاميا اسمه عبد الحكيم مراد، وبدأ بتبني جمع الأموال لصالح المشروع، وتحمس للمسجد مانحون من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا والأمريكتين، وأعطى الأتراك النصيب الأوفر من التبرعات؛ حيث وصلت الكلفة الإجمالية للمبنى إلى ٢٣ مليون جنيه استرليني.

تم تصميم هذا المسجد المتميز من قبل ماركس بارفيلد المعروفة بتصميماتها المبتكرة، وتعاون معها البروفيسور كيث كريتشلو الخبير الرائد في العمارة المقدسة والهندسة الإسلامية.

وتم تقديم خطط المسجد إلى مجلس مدينة كامبريدج من قبل الجمعية الأكاديمية الإسلامية (MAT) وتمت الموافقة عليها من قبل المجلس في عام ٢٠١٢م، بعد اعتراضات عديدة وجدل غير قصير!

بدأ البناء في سبتمبر ٢٠١٦م، واكتمل في مارس ٢٠١٩م، وتم الافتتاح الرسمي في شهر أبريل من نفس العام في حفل ضخم حضره كثير من المسؤولين وكان في مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قام بتدشين المسجد وألقى كلمة في حفل الافتتاح.

يتميز المسجد بتصميم منقطع النظير في هيكله الخارجي وبنيانه الداخلي كما توضح الصور، واستخدمت الأخشاب بصورة كثيفة ومبتكرة في تشييده، ويركز على الاستدامة الذاتية في تشغيله مع اعتماده الكبير على الطاقة الخضراء، ويعد أول مسجد بيئي في قارة أوروبا كلها.

يدخل المصلون والزائرون عبر حديقة إسلامية قبل المرور عبر رواق مغطى ثم ردهة، لتهيئهم تدريجياً للتأمل في قاعة الصلاة التي تواجه مكة المكرمة. تم استخدام هذا المزيج من الحدائق مع نوافير الهمس وأماكن الصلاة المقببة بشكل كبير عبر التاريخ الإسلامي، كما في قصر الحمراء بالأندلس.

يتكون المسجد من ٣ طوابق تتضمن قاعات صلاة مخصصة للرجال والنساء تتسع لأكثر من ألف مصلّ، وقاعات محاضرات، وفصول للتدريس، وروضة أطفال، ومكاتب إدارية، وأماكن للوضوء، ومشرحة وأماكن تغسيل للموتى، ومطعم، ومقهى، ومواقف للسيارات. وليس للمسجد مئذنة ولكن له قبة ذهبية متميزة.

تحيط بالمسجد حديقة متفردة في تصميمها وأزهارها ونباتاتها، وقامت بتصميمها واحدة من أشهر مصممات الحدائق في بريطانيا، وتعتمد في ريها على مياه الأمطار التي يتم تخزينها واستخدامها وقت الحاجة، مثلما يتم تفعيل كافة الوظائف التي تحتاج إلى كهرباء من خلال الطاقة الشمسية!

وبسبب تميز التصميم المعماري للمسجد وجماله الأخّاذ، فقد حصل على جوائز كثيرة من جهات دولية عديدة، وأصبح من أهم معالم هذه المدينة العريقة.

x