مسجد (البخاري) في مدينة ألوستار بمملكة
ماليزيا.
أ.د.فؤاد البنا
تم بناء هذا المسجد من قبل مؤسسة البخاري الخيرية في ماليزيا والتي بنت عشرات المساجد وحجّجت مئات الفقراء منذ تأسيسها سنة ١٩٩٦م، واختارت لهذا المسجد مكانا مميزا في مدينة ألوستار عاصمة ولاية قدح.
وضع حجر الأساس للمسجد في ١٥ يناير ١٩٩٩م، وبدأ البناء فيه في مارس ٢٠٠٠م ليتم افتتاحه في ٢٢ نوفمبر ٢٠٠١م.
يعد مسجد البخاري من أكبر مساجد ماليزيا؛ فهو يتمدد على مساحة تبلغ ٥ أفدنة، ويتسع لحوالي ١٥ ألف مصل، وذلك في قاعاته المسقوفة وفناءاته المفتوحة على الطبيعة الساحرة، وتتبع المسجد قاعات كبرى وصغرى تتطلبها برامجه الدعوية التي لا تكف عن الانهمار على الناس بالخير الثقافي والاجتماعي!
وتجاور المسجد جامعة إسلامية قامت ببنائها مؤسسة البخاري العلمية التي بنت المسجد، ليصبح الجامع والجامعة شقيقين تحت سقف الإسلام الذي لا يفصل الدنيوي عن الديني ولا يبعد المادي عن الروحي أو العكس!
بني المسجد وسط بساتين عامرة بالخضرة النضرة وحدائق زاخرة بأنواع مختلفة من الأزهار التي تزهو بألوانها البهيّة وأشكالها المتناغمة، وتم تصميمها مع البرك والشلالات والنوافير بتناسق مبهر يدل على ذوق رفيع ومهارة عالية!
ويمتلك المسجد بكل أقسامه وتوابعه تصميما جذابا، بمبانيه التي تلتف من ٣ جهات بطريقة رائعة حول صرح مكشوف، وتبسق في بعض مساحاته أشجار نخيل وأنواع أخرى من أشجار الزينة، وترتفع وسط القاعة الرئيسية للصلاة قبة بالغة الروعة بتصميمها وأناقة نقوشها وتكامل ألوانها من الخارج والداخل، وتشمخ بجانبي القبة الرئيسية منارتان تم اقتباس تصميمهما من الفن العربي الأصيل، وتتوزع عدد من القباب الجميلة بأحجامها المختلفة وألوانها الفيروزية على أماكن متعددة من المبنى الكبير، ويزدان المسجد من الداخل بنقوش ومنمنمات مذهلة، وتتزين جدرانه وسقوفه بخطوط عربية جميلة!
ومن الواضح أن المسجد تحفة معمارية متميزة، وأن تصميمه مزيج من فنون أوزبكية (بلاد البخاري) وعربية وماليزية حديثة!
