مسجد أوفا المركزي القديم في مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورستان ضمن الاتحاد الروسي

مسجد أوفا المركزي القديم في مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورستان ضمن الاتحاد الروسي



مسجد أوفا المركزي القديم في مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورستان ذات الحكم الذاتي ضمن الاتحاد الروسي.

أ.د.فؤاد البنا

هو واحد من أقدم المساجد في مدينة أوفا، ويقع في حي توكاييف الذي يطل على ضفاف أحد الأنهار، وظل المسجد الرئيسي للمسلمين في هذه المدينة، ويعادل المسجد المركزي ما تسمى بالكاتدرائية عند المسيحيين، بل ظل أهم مسجد للمسلمين في روسيا كلها حتى سنة ١٩٢٠م، وكان مقرا لمفتي جمهورية تتارستان الذي بادر بالدعوة لبناء هذا المسجد!

بدأ البناء في عام ١٨٣٠ بناء على طلب المفتي عبد السلام عبدالرحيموف، وقام بتمويل البناء تاجر مسلم من أبناء هذه المدينة، وللعلم فإن أكثر مساجد تتارستان تولى بناءها تجارهم!

وفي عام ١٨٨٧م تم بناء مدرسة ملحقة بالمسجد لتعليم الطلاب علوم الشريعة وسميت في ما بعد بالمدرسة العثمانية نسبة إلى اسم الرجل الذي تولى رعايتها وهو القاضي خير الدين عثمانوف، لكنها أقفلت سنة ١٩١٨ بعد قيام الثورة الشيوعية في روسيا، وظل المسجد مفتوحا لبعض المعاملات ذات الصلة بالدين ولم يتم هدمه مثل بقية المساجد!

حظي المسجد بقدر من القداسة عند عامة المسلمين منذ القرن التاسع عشر؛ بسبب احتوائه على ما قيل بأنها خصلة من لحية النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي أهديت للمسجد من قبل الدولة العثمانية!

وفي عام ١٩٨٩م قام تاجر مسلم ببناء مدرسة بجانب المسجد، وتحولت في ما بعد إلى الجامعة الإسلامية الروسية!

يتكون المسجد من دورين واسعين نسبيا وتم بناؤهما من الحجر، ويحظى بمنارة وقبة جميلتين، ويبدو أن التصميم المعماري الذي انبنى وفقه المسجد كان مزيجا من ثلاثة أنماط معمارية هي: العثماني والعربي والتتري، وقد تم طلاء هيكل المسجد كله بلون ناصع البياض لكن سقوف أجزاء المسجد كلها بما فيها القبة والمئذنة مطلية بلون أخضر حتى أن الصور الجوية للمسجد تظهر مدى تماهيه مع الأشجار الخضراء التي تحيط به، وكأنه يتخفى عن أعين الأعداء، وما أكثرهم ولا سيما في هذه المنطقة البعيدة من العالم الإسلامي، رغم أن عدد المسلمين فيها يصل إلى ٥٧% من سكان الجمهورية الباشكورية التي يصل عدد سكانها إلى خمسة مليون نسمة!

ونظرا لما يمتلكه المسجد من ملامح جمالية وقيمة تأريخية ومكانة متميزة في وجدان المسلمين؛ بسبب خصلة الشعر المحمدية ووقوفه شامخا أيام الإغلاق الشيوعي؛ فإنه موضوع على قائمة التراث الوطني.

x