مسجد (كاراغاندا) المركزي في مدينة كاراغاندا بجمهورية كازاخستان.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد الجميل في قلب حديقة وطنية تسمى (الذكرى العاشرة للاستقلال)، وقد تم افتتاحه في ٢٠ نوفمبر من عام ٢٠١١م.
ويعد من أكبر المساجد في كازاخستان التي تزدان بعدد مقدر من المساجد الكبيرة والأنيقة، وهو الأكبر في هذه المدينة بل وفي وسط البلاد كلها، إذ يتكون من ثلاثة أدوار، ويتسع لأكثر من ٤٠٠٠ مصلّ، ٣٢٠٠ في مصلى الرجال بالدور الثاني و٨٠٠ في مصلى النساء بالدور الثالث، هذا بجانب احتوائه على أقسام تتصل بصناعة الوعي وتمتين أواصر المجتمع في هذه المدينة.
صمم المسجد وفق عدد من الفنون المعمارية التقليدية، حيث نجد فيه بعض الاقتباسات من المساجد العربية والماليزية بجانب الفن الكزخي، إذ تشمخ في سماء المدينة ٤ مآذن عالية يصل ارتفاع كل واحدة منها إلى ٥١م، ويتزين بعدد من القباب الكبيرة التي طليت من الخارج بلون فيروزي بينما غلب عليها اللون الذهبي من الداخل، مع نقوش دقيقة ذات ألوان هادئة بصورة ساحرة نتيجة التمازج المنسجم بين الألوان والنقوش!
ويتزين المسجد من الداخل بزخارف كزخية كثيفة لكنها هادئة وغير صاخبة، ويمثل الفن الكرخي مدرسة من مدارس الفن التركي بدائرته العريضة؛ حيث التمكن من مقاليد الزخرفة التي ينغرس أثرها في أعماق الجوانح وتبعث البهجة من أغوار النفوس!
ولا شك بأن هذا المبنى الفاخر والكبير لا تقتصر رسالته على الوظيفة الروحية؛ فهو صاحب وظائف تعليمية وثقافية واجتماعية عديدة، ولا سيما في هذا البلد الإسلامي الكبير في مساحته والغني بثرواته المائية والزراعية والمعدنية؛ حيث يقع بين بلدين كبيرين هما روسيا والصين، ويواجه أبناؤه تحديات كبيرة، ومنها وجود أقلية روسية تمسك بعدد كبير من مقاليد البلد ولا تقل نسبتها عن ٣٠% من السكان!
