مسجد (كوتا كينابالو) في ولاية صباح بمملكة ماليزيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
هو ثاني مسجد تم تشييده في مدينة كوتا كينابالو لكنه المسجد الرئيسي أو المسجد الرسمي للدولة في هذه الولاية.
بدأت الاستعدادات لبناء هذا المسجد في عام ١٩٨٩م، لكن تركيب الأساسات لم يبدأ إلا آخر عام ١٩٩٢م، وتم البناء في عامي ١٩٩٣ و١٩٩٤م ولم يفتتح رسميا إلا في فبراير عام ٢٠٠٠م، وبلغت تكلفة البناء أكثر من ٣٤ مليون رينغيت ماليزي أي حوالي عشرة مليون دولار أمريكي.
بني المسجد على أرض تبلغ مساحتها حوالي ٦٠ ألف م٢، وتصل سعته إلى ما يزيد عن ١٢ ألف مصل من الرجال والنساء. وبجانب قاعات الصلاة توجد في المبنى الكبير ثلاث مدارس، وعيادة للرعاية الصحية في مشروع مشترك مع جامعة صباح الماليزية، وتوجد أجهزة للصراف الآلي، ويمتلك مزرعة سمكية في البحيرة التي تحيط به ويعود ريعها لصالح المسجد.
يطل المسجد على شواطئ خليج يكاس الساحرة والتي تتداخل مع بحر الصين الجنوبي، وتحيط بالمسجد بحيرة اصطناعية من كل الجهات ويتم الولوج إليه عبر جسر واسع. وفي عام ٢٠٠٨م أدخلت إلى المسجد خدمة ركوب القوارب؛ إذ صار بفضل موقعه المتميز وجمالياته الذاتية، وجهةً مهمة لقوافل من الزوار والسواح الذين يفدون إليه من داخل ماليزيا وخارجها، فيركبون القوارب ويلتفون حول المسجد ليروا جمالياته من كل الجهات، بجانب اكتشاف جمال البحيرة التي لا تبعد عن البحر إلا بمقدار رمية حجر!
روعي في التصميم المعماري للمسجد أن يكون أقرب إلى المساجد العربية بحكم وقوعها في المنطقة التي احتضنت الإسلام أول مرة، ويبرز ذلك القرب في أهم معالم المسجد ولا سيما في الهيكل العام والمنارات الأربع، وفي قبته الزرقاء المزركشة بخطوط ذهبية، فقد اقتبس المصمم فكرتها من المسجد النبوي في المدينة المنورة.
وبلا شك فإن هذا المسجد تحفة معمارية مدهشة، ويحرص السواح والزوار على زيارته بصورة مكثفة، لكنه قبل ذلك مركز إشعاع روحي وثقافي ومحور ارتكاز اجتماعي بالنسبة للمنطقة التي تزدان بهيكله الذي تنبعث منه الأناقة والفخامة بصورة مذهلة!
