حجاب الكريم ....!!!
حكى الأصمعي قال:
"كنت أزور رجلاً لكرمه، فأتيته بعد مدة فوجدته قد أغلق باب بيته..
فأخذت رقعة وكتبت فيها:
إذا كان الكريمُ له حجابٌ
فما فضلُ الكريمِ على اللئيمِ..
وبعثت بها إليه..
ووقفت أنتظر الجواب..
فعادت وعلى ظهرها مكتوب:
إذا كان الكريمُ قليلَ مالٍ
تستّر بالحُجّابِ عن الغريمِ..
ومع الرقعة صرة فيها خمسمائة دينار..
فقلت والله لأتحفنّ أمير المؤمنين المأمون بهذه الحكاية..
فذهبت إليه وقصصت عليه القصة، ووضعت الرقعة والصرة بين يديه"..
فتأمل الصرة وقال:
"يا أصمعي هذه الصرة بختم بيت المال.. فأحضر الرجل الذي دفعها إليك"..
فقلت: "الله الله يا أمير المؤمنين، الرجل قد أولاني خيراً "..
قال: "لابد منه"..
فقلت: "غير مروع ؟"..
قال: "غير مروع"..
فعرّفته مكانه.. فبعث إليه فحضر..
فنظر إليه أمير المؤمنين ثم قال له: "ألست أنت الرجل الذي وقف بموكبنا بالأمس، وشكا إلينا رقة حاله وكثرة عياله ؟"..
قال: "نعم يا أمير المؤمنين"..
قال: "وأمرنا لك بخمسمائة دينار ؟"..
قال: "نعم، وهي هذه، يا أمير المؤمنين"..
قال: "ولمَ دفعتها للأصمعي على بيت واحد من الشعر ؟"..
قال: "استحييت من الله أن أردّ قاصدي، إلا كما ردّني بالأمس أمير المؤمنين"..
قال: "لله درّك، ما أكرم خلقك وأوفر مروتك"..
ثم أمر له بألف دينار..
الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات
وأكرم الناس مابين الورى رجل
تُقضي على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
اللهم احسن خاتمتنا ❤️
من طرائف المعروف 👌
التي تروى بين العرب أن أحد حكام مصر قديمًا استدعى يومًا الشعراء فصادفهم شاعر فقير في يده جره فارغة وكان ذاهب إلى النهر حتى يملأها ماء فرافقهم الشاعر الفقير إلى أن وصلوا إلى دار الأمير فبالغ الأمير حينها في إكرامهم ولما رأي الشاعر الفقير بينهم والجرة على كتفه رث الثياب فقال له حينها من أنت وما هي حاجتك فأنشد الرجل قوله : ” ولما رأيت القوم شدوا رحالهم إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي “.
فقال الأمير لحراسه املئوا له الجرة ذهبًا وفضة فحسدوه بعض الناس وقالوا : ” هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال وربما أتلفه وضيعه فرد عليهم الأمير وقال لهم هو ماله يفعل به ما يشاء وعندما خرج الرجل من دار الأمير فرق المال على جميع الفقراء .
فبلغ الأمير فعل هذا الرجل فطلب الحراس أن يستدعوه ثم سأله عن سبب ما فعل فقال له الشاعر الفقير ” يجود علينا الخيرون بمالهم ونحو بمال الخيرين نجود ” وحينها أعجب الأمير بالجواب وأمر بأن تملأ جرته عشر مرات ذهبًا وفضة وقال الأمير إن الحسنة بعشر أمثالها وحينها أنشد الفقير التي تنسب للإمام الشافعي :
الناس لناس ما دام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات
وأكرم الناس ما بين الورى
رجل تقضى على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله التي
جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات ❤️