مسجد (مدريد المركزي) في مدينة مدريد عاصمة إسبانيا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي كواترو كامينوس بضاحية تطوان في العاصمة الإسبانية مدريد، واشتهر بهذا الاسم لأنه الأكبر في مدريد وتقع فيه مكاتب قيادة الجالية المسلمة، وإلا فإن اسمه الرسمي مسجد أبو بكر الصديق. ويعد أول مسجد تم بناؤه في العاصمة الإسبانية منذ أن غزاها القشتاليون بقيادة ألفونسو السادس سنة ١٠٨٥م ودمروا الوجود الإسلامي فيها.
تم بناء المسجد وفق تصميم يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وقام بتصميمه المهندس الإسباني خوان مورا، وقد استغرق بناؤه بضع سنوات وتم افتتاحه سنة ١٩٨٨م.
بني المسجد بترخيص من الحكومة الإسبانية،
ثم ارتبط باتفاقية تعاون مع الحكومة من خلال المفوضية الإسلامية التي تعد الممثل الرسمي للجالية المسلمة في إسبانيا، وفي إطار مبانيه الضخمة يوجد مقر اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا عامة وفي مدريد خاصة.
يتكون المسجد من أربعة طوابق عريضة، وتحتوي هذه المساحة الواسعة على مسجد ذي قاعات متعددة للصلاة للرجال والنساء وتتسع لعدد كبير من المصلين، ومكاتب إدارية للمسجد والجالية المسلمة، وحضانة أطفال، ومدرسة إسلامية، ومكتبة عامة، وقاعة محاضرات، ومتجر، بجانب سكن الإمام ودورات مياه.
ومن هنا يمكن القول بأن المسجد أقرب إلى المجمع الذي يضطلع بوظائف عديدة، فبجانب إقامة الصلوات فإنه يقوم بأعمال تعليمية وثقافية واجتماعية عديدة، ويستقبل الزوار الإسبان ويقيم معهم حلقات نقاشية تعمق معرفتهم بالإسلام وتقيم جسورا للتلاقي الحضاري، ومن أجل رفع كفاءة القائمين عليه فقد وقّعت إدارة المسجد اتفاقية مع جامعة الأزهر لتدريب الأئمة على مهارات الدعوة وتوفير ما نقص منهم.
يتمتع المسجد بجمال وافر، سواء في هيكله الخارجي الجذاب أو تصميمه الداخلي الذي يتزين بعدد من النقوش والزخارف الهادئة والتي تمزج بين أصالة الفنون الإسلامية وانفتاحها على كل جديد ومبهج!
ويمتلك المسجد نوافذ لا نظير لها؛ حيث تزيد من جمال المسجد وتسمح بتهويته وإضاءته على الوجه الأمثل، وترتفع منارة مربعة الشكل في منطقة تتوسط المبنيين اللذين يتكون منهما هذا المسجد، وفي مقدمة قاعة الصلاة توجد قبة متوسطة الحجم.
