مسجد مصطفى باشا في مدينة سكوبيه عاصمة جمهورية مقدونيا.
أ.د.فؤاد البنا
سُمِّيَ المسجد بهذا الاسم نسبة إلى مصطفى باشا الذي كان وزيرا في بلاط السلطان العثماني سليم الأول، وقد أمر الوزير ببنائه في هذه المدينة سنة ١٤٩٠م بعد فتحها، وتم افتتاحه في عام ١٤٩٢م وهو ذات العام الذي سقط فيه آخر حصن إسلامي عربي في بلاد الأندلس، لتقول لنا الأيام بأن الضغط بإجرام على الإسلام هنا يجعله ينبعث بقوة هناك!
يقف المسجد بهيكله الجذاب فوق هضبة خضراء ترتفع فوق البازار القديم، وقد تم بناؤه بإحكام وفق شروط البناء العثماني الصارم وبمواد أصلية، مما جعله شامخا في وجه عواصف الزمان ومحافظا على قيمته التاريخية؛ حيث ما زال كما هو باستثناء بعض الصيانات والترميمات المتباعدة، وآخرها ما حدث من الأتراك في عصرنا حيث أجروا له صيانة شاملة وبعناية بالغة، واستمرت لمدة خمس سنوات ليعاد افتتاح المسجد في عام ٢٠١١م.
يمتلك المسجد عددا من مقومات الجمال الساحر؛ ابتداء من تصميمه العثماني بمئذنته القلمية التي بنيت من الحجر الجيري الخشن ويبلغ ارتفاعها ٤٧م، وهو ما يساوي ارتفاع عمارة من ١٢ طابقا، وقبته الشاهقة التي تغطي معظم قاعة الصلاة، ومرورا بهيكله المرتفع وأناقته الداخلية وزخارفه الرائعة، ووصولا إلى حديقته التي تزدان بأنواع مختلفة من الورود وموقعه المتميز على تبة جميلة تطل على أعرق الأسواق وتجاور قلعة كالي، وسط طبيعة شديدة الجمال الخلاب!
