مسجد (الشيخ خليفة بن زايد الكبير) في مدينة العين التابعة لإمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة.
هو أكبر مسجد في مدينة العين وأحد أكبر المساجد في الإمارات العربية المتحدة كلها، بني على حساب الدولة بالقرب من مسجد قديم يعود تأريخه إلى نحو ألف سنة، كما قال بعض المسؤولين الإماراتيين، وسمي باسم رئيس دولة الإمارات السابق خليفة بن زايد في حياته، وقد كلف الخزينة العامة حوالي ٦٠٠ مليون درهم.
وضعت حجر الأساس للمسجد سنة ٢٠١٣م واكتمل البناء خلال ٨ سنوات، حيث تم افتتاحه في ١٢ أبريل ٢٠٢١م.
يتسم المسجد بالضخامة والفخامة، فقد بني على مساحة إجمالية تزيد عن ٢٥٦ ألف م٢، وبلغت المساحة المبنية ١٥٦٨٤م٢، وخصصت المساحة المتبقية للحدائق والبساتين والمتنفسات التابعة له؛ بحيث أصبح متنزها للأرواح والأجسام والعقول!
يتسع المسجد لأكثر من ٢٠ ألف مصل من الرجال والنساء، ويتوزع هذا العدد بين ٦٤٣٣ مصلياً في القاعة المسقوفة، وبين الساحات الخارجية التي تتسع للعدد المتبقي وقدره ١٤٠٢٩ مصلياً.
وتمثل القبة الضخمة نقطة التميز الرئيسة في هذا المسجد الحديث والسبب الرئيسي لاجتذاب الزوار؛ حيث يتزين بأكبر قبة وأجملها بين مساجد الإمارات، إذ يبلغ ارتفاعها ٣١.٣م، ويبلغ قطرها الخارجي ٨٦م بينما يصل قطرها الداخلي إلى ٧٥م. وتحمل ثقلها أربعة أزواج من الأعمدة المتينة التي بنيت بشكل اسطواني مبهر.
وتزدان هذه القبة بآيات من القرآن الكريم تم رسمها بخط عربي عريض وجميل، مما منحها قدرا كبيرا من الأناقة والجمال الذي يسحر الأعين ويسبي القلوب!
وفي الأركان الأربعة للمسجد ترتفع ٤ مآذن ضخمة، ويبلغ ارتفاع المئذنة الواحدة ٦٠م، وتم بناؤها وفقا للطراز العباسي الأول والذي ما زال حاضرا في مآذن مسجد سامراء بالعراق ومسجد ابن طولون في مدينة القاهرة، وتم تزيين هذه المآذن بالشهادتين وأسماء الله الحسنى بخط كوفي جميل.
يزدهي المسجد بالنقوش والزخارف الإسلامية التي تكونت في الأساس من آيات القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى التي تم تشكيلها بصورة رائعة من قبل خطاطين ماهرين، مستخدمين الخط الكوفي وخط الثلث.
وبجانب المصلى الرئيسي للمسجد تحت القبة العريضة، يوجد في المبنى الضخم أكثر من مصلى والعديد من المواضئ ودورات المياه، وهناك قاعات مخصصة للنساء، إلى جانب مبنى الخدمات والمكاتب الإدارية ومواقف السيارات.
وإمعانا في إظهار المسجد بأبهى حلة فقد تمت إحاطته بمسطحات خضراء تبلغ مساحتها أكثر من ٧٥ ألف م٢، وتوجد مساحات أخرى تم تزيينها بالأحواض المائية والنوافير التي زادت من جاذبية المسجد الذي أصبح أهم معالم مدينة العين ومن أهم المزارات الإسلامية على مستوى الدولة!
أ.د.فؤاد البنا
