مسجد (المركز الإسلامي) في بلدة توليدو بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية.
قامت الجالية المسلمة ببنائه من خلال تبرعات المقتدرين، وتم افتتاحه مع مطلع القرن الهجري الخامس عشر والذي صادف سنة ١٩٨٠م.
اختيرت له أرض واسعة وسط حقول القمح الأمريكي الشهير، في منطقة طليطلة الكبرى التابعة لواحدة من أشهر ولايات أمريكا وهي ولاية أوهايو، ويبدو أنه بجماله الإسلامي المميز وبمنارتيه العثمانيتين الشاهقتين، ظل يستفز تيارا من اليمين الأمريكي المتطرف، حيث تعرض لعدد من حوادث الاعتداء، ومنها تعرضه للحرق عام ٢٠١٢م من قبل بعض هؤلاء المتطرفين وقيدت الحادثة ضد مجهولين!
يتكون المبنى المستطيل من قاعة صلاة كبيرة تمتلئ يوم الجمعة عن بكرة أبيها، عندما يأتيه زوار من أماكن شتى يجمعون بين التعبد والتسوح، ويتوقف فيه مسافرون لإقامة الصلاة. وتوجد فيه مدرسة يعمل فيها عدد من المدرسين والموظفين بدوام كامل، ويتضمن عددا من الأنشطة الثقافية والرياضية والفعاليات الاجتماعية التي ينخرط فيها مسلمون من أكثر من ٢٣ جنسية حول العالم، تجمعهم الأخوة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى.
يتكون المبنى من دورين ويتضمن بجانب قاعة الصلاة الكبرى والمدرسة، قاعة محاضرات، ومكاتب إدارية، ومواضئ، ودورات مياه، ومواقف واسعة للسيارات، بجانب مساحات انداحت فيها الحشائش المقصوصة بطريقة أنيقة ويفترشها المصلون عند الحاجة، ويتماهى بقية الفناء مع المناطق المجاورة في خضرة أشجاره ونباتاته؛ إذ تزدان مساحات لا نهائية بسنابل القمح والذرة الشامية.
وفي قلب المبنى ترتفع قبة ضخمة في ارتفاعها الكبير وقطرها العريض، وتتكئ على عدد من الأعمدة المتينة، وتنفتح منها ست نوافذ كبيرة وعدد من الفتحات الصغيرة، وقد تم زخرفتها بنقوش هندسية متقنة مع اكتسائها بلون ذهبي يسحر الألباب، وتشمخ عن جانبيها منارتان قلميتان، ومن الواضح أن المسجد تحفة معمارية ذات طراز عثماني معصرن.
أ.د.فؤاد البنا
