مسجد (پُل خشتي) في مدينة كابل عاصمة جمهورية أفغانستان الإسلامية.
ويعني بل خشتي جسر الطوب، وربما كان سبب التسمية أن بناءه الأول كان من الطوب.
يعده الأفغان أكبر مسجد في مدينة كابُل، ويقع في منتصف المدينة القديمة، وقد تم تشيده في نهاية القرن الثامن عشر، وتمت توسعته سنة ١٩٦٠م بأمر من الملك محمد ظاهر شاه بعد أن ضاق المبنى والفناء التابع له بالمصلين، حيث تم شراء بعض الدكاكين وبيت أحد المجاورين للمسجد وتم هدم الدور الثاني ليعاد تأسيس المسجد من جديد بشكل أوسع وأجمل!
تعرض المسجد لعدد من الأضرار نتيجة الحرب ضد الاحتلالين السوفييتي ثم الأمريكي، بجانب الصراعات التي وقعت بين الفصائل الأفغانية المتنافسة على السلطة في هذا البلد المسلم الذي نكبه أبناؤه وتآمر عليه أعداؤه، لكن المسجد كان محظوظا أكثر من غيره فقد تعرض للصيانة والتجديد، وآخر تجديد له كان عام ٢٠٢٠م بعد تعرضه لتفجير أحدث فيه أضرارا كبيرة، وبقي يعج بالمصلين، رغم أنه لم يخلُ من هجوم مسلح كما حدث في أبريل ٢٠٢٢م حينما ألقى مسلح قنبلة يدوية على المصلين فجرح ٦ منهم بجروح خطيرة وأحدث أضرارا خفيفة كما رأيت في الصور والفيديو عن الحادثة، وما أكثر المساجد التي تعرضت للتفجير في أفغانستان وباكستان!
يستوعب المبنى أكثر من ٣ آلاف مصلّ، أما الفناء التابع له فهو يتسع لأكثر من هذا الرقم بكثير، ويضم مبنى المسجد مكتبة ومدرسة دينية، بجانب دورات المياه وإدارة المسجد.
للمسجد مئذنة واحدة بالغة الارتفاع؛ إذ يبلغ ارتفاعها ٦٢ متراً، وله قبة زرقاء يتماهى لونها مع السماء حينما تحون صافية، ويبلغ ارتفاعها ١٨م.
يتكون مبنى المسجد من طابقين ويمتلك شرفات واسعة، وبنيت جدرانه من الرخام الشفاف الذي يمنحه أناقة لا تخطئها العين!
يمتلك المسجد حظا وافرا من الزينة والجمال سواء في هيكله الخارجي أو تصميمه الداخلي، وتنتصب القبة كمَعلم جمالي متميز؛ فقد زينت من الخارج بالبلاط الأزرق والأخضر، أما من الداخل فإن فانوسا كبيرا على شكل دائرة يتدلى من منتصفها، وتشع منه ثلاثمائة مصباح، ويبلغ وزن الفانوس حوالي ١٦٠٠ كجم.
وتم تزيين الطابق الثاني بشريط من البلاط ذي اللون اللازوردي، ويتضمن آيات من الذكر الحكيم تمت كتابتها بخطوط جميلة زادت من بهاء المسجد!
ويمتلك المسجد نظام تدفئة مركزي وأنظمة مكبرات صوت متطورة.
