(المسجد الكشميري) في مدينة كاتماندو عاصمة نيبال.
ويسمى مسجد كشمير بانش تاكيا، وجامع كاتماندو وكذلك مسجد جامع كشميرى نيبالي، وهو أكبر مسجد في العاصمة كاتماندو، ويأتي بعده مسجد كاتماندو الجامع.
يسود اعتقاد واسع بأن الإسلام وصل إلى هذه البلاد عن طريق جماعة من الكشميريين جاؤوا في القرن الخامس عشر الميلادي للتجارة، ويبدو أنهم كانوا مطبقين لقيم الإسلام في تعاملهم مع الناس، فجذب هذا بعض الهندوس إلى الإسلام بعد أن عرفوا أن هذه المعاملات الراقية من صميم تعاليمه، ومن ثم فقد قاموا ببناء هذا المسجد وسماه الناس باسم بلادهم!
تم بناء المسجد أول مرة في عهد الملك براتاب مالا، وخضع المسجد لعدة ترميمات في أوقات مختلفة، لكن الهيكل الحالي للمسجد يعود إلى عهد الملك بريثفي نارايان شاه الذي دعمه المسلمون ضد سلالة الملا.
يتكون المسجد من مبنى ضخم يضم ثلاثة مجمعات: قاعة الصلاة الرئيسية، وملحق، ومدرسة واسعة، وفي فناء المسجد توجد بعض قبور كبار العلماء المشهورين في كاتماندو!
لم يكتف المسجد بالتوسع الأفقي بل توسع رأسياً كما تظهر الصور، حيث يتكون من ثلاثة أدوار، ويتسع لآلاف المصلين في قاعاته وأروقته وساحته المفتوحة التي تشبه إلى حد ما صروح المساجد التقليدية عند العرب والأتراك والفرس!
ولغة التدريس والصلاة والتعاملات الإدارية والخدمات داخل المسجد والمدرسة هي اللغة العربية وتأتي بعدها اللغة الأردية.
وقد تعرض المسجد الكشميري لهجوم في شهر سبتمبر من عام ٢٠٠٤م من قبل متطرفين هندوس، على أثر اختطاف ١٢ نيبالي في العراق، حيث أضرم المهاجمون النار في المسجد وتسبب له ذلك بأضرار بالغة، لكن المسلمين الحريصين على التجذر في هذه البلاد أعادوا تأهيله من جديد!
ومع أن المسلمين قد تكاثروا، حيث اعتنق كثيرون الإسلام من أبناء البلد، ووفد آخرون من أفغانستان والشرق الأوسط، إلا أنهم ظلوا أقلية تبلغ ٥% وسط أغلبية هندوسية في نيبال وهم الأقلية الثانية بعد البوذيين، وقد تعاونوا مع الأقلية المسيحية لنيل حقوقهم ومنع حرق موتاهم.
وبدأوا بالحصول على بعض حقوقهم منذ أن أعلن عن أن نيبال دولة علمانية عام ٢٠٠٧م، بعد ثورة قام بها الماويون المعارضون!
وبحسب التعداد الرسمي الذي أجري في عام ٢٠٠١م فإن المسلمين يشكّلون ٤.٤% من السكان، ويبدو ان نسبتهم أكبر إذ يمتلكون ٣٦٠٠ مسجدا ومثلها من المدارس القرآنية رغم فقرهم وعدم التفات العالم الإسلامي إليهم!
أ.د.فؤاد البنا