(المسجد المركزي) في مدينة ناخون سي ثمرات بجنوب مملكة تايلاند.
ويسميه بعض الناس بالمسجد الذهبي؛ بسبب طلاء قبابه ورؤوس مآذنه وأجزاء واسعة من المسجد باللون الذهبي.
بدأت قصة هذه التحفة المسجدية عام ٢٠٠٢م حينما اجتمعت اللجنة المركزية للمسلمين في ولاية ناخون سي ثمرات واللجنة الإسلامية للمساجد في جميع أنحاء هذه الولاية مع حوالي ١٥٠٠ من المسلمين والمسلمات، وقرروا البحث عن تمويل لبناء مسجد مركزي في هذه المحافظة، وتجاوب رئيس وزراء ولاية ناخون سي ثمرات مع هذا الأمر، فأمر بتوفير ميزانية لشراء ٨ قطع من الأرض لصالح بناء مسجد مركزي للمسلمين.
وفي أكتوبر ٢٠١٤ تم اختيار المقاول الذي سيقوم بالتشييد بميزانية تبلغ أكثر من ١١٣ مليون باهت، وفي ٤ نوفمبر ٢٠١٤م بدأ تأسيس المسجد، وتم اكتمال البناء في فبراير ٢٠١٧م، ليتم افتتاحه رسميا آخر سنة ٢٠١٧م.
يتبوأ المسجد مكانا رائعا وسط الطبيعة الخلابة، فيزدهي بها وتزدهر به، بما تأتيه من أفواج الزوار والسواح؛ إذ يحوز نصيبا وافرا من مقومات الجمال الذاتي، ابتداء بمآذنه الجذابة وقبابه الأنيقة، مرورا ببوابتيه الضخمتين واللتين تحوزان قدرا من الجمال والمهابة، ووصولا إلى نوافذه المقوسة وألوانه الزاهية وزخارفه الرائعة.
من الواضح أن المسجد كبير؛ فهو يتسع لعدد كبير من المصلين والمصليات ويؤدي وظائف شاملة في حياة الأقلية المسلمة في هذه المحافظة، ولا غرابة في ذلك فإنه المسجد المركزي للمسلمين فيها، ثم إن تايلاند بلد يمارس الإقلاع الحضاري منذ بضعة. عقود، إذ أنه أحد النمور الآسيوية السبعة، وقد انعكس الأمر بصورة إيجابية على المسلمين الذين صاروا يتمتعون بحقوق المواطنة، وما عليهم سوى سوى استثمار الفرص المتاحة بتعظيم فاعلياتهم وتوحيد صفوفهم ومد جسور التفاهم والتعاون في المشتركات الإنسانية مع مكونات هذا المجتمع الناهض!
أ.د.فؤاد البنا