مسجد (القدس) في مدينة طرابلس بدولة ليبيا.
كان اسمه بعد تأسيسه الأول جامع الكتاني، لكنه تقادم وضاق على المصلين الذين ظلوا يتزايدون، فقامت السلطات الحكومية بهدمه أواخر الثمانينات وتولت بناء مسجد جديد مكانه، وأطلقت عليه اسم القدس.
تم افتتاح مسجد القدس سنة ١٩٨٩م بعد إعادة بنائه بطريقة مختلفة، بحيث صاره حجمه أكبر واستيعابه للمصلين أكثر. تولت تنفيذ البناء والتجهيز شركة مقاولات تركية وبصورة متقنة كما هو ديدن الشركات التركية.
قام بافتتاح المسجد الرئيس الأسبق معمر القذافي، وكان في ضيافته أثناء الافتتاح الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد الذي عرف عنه التدين وحب المساجد.
من الواضح أن المسجد كبير جدا، ويبدو أنه أكبر مسجد في ليبيا، وقد بني من الخرسانة المسلحة، ويقوم سقفه الكبير على أقواس جميلة تم تركيبها فوق عدد كبير من الأعمدة المتينة.
يتميز المسجد بمنارته الشاهقة ذات القاعدة العريضة، بشكلها المختلف عن سائر الأشكال السائدة في مساجد المسلمين، ويمتلك عددا من القباب المتوسطة والتي تتوزع في أماكن متعددة من سطح المسجد الكبير.
يتكون المسجد من دورين، ويرتفع بشكل كبير عن مستوى سطح الأرض، حيث يتم الصعود إلى بواباته عبر عدد من الدرج.
وزاد من جمال المسجد لونه الناصع البياض، حيث لم تشذ عنه إلا القباب والمساحة التي تشكل قمة المنارة، ويزدان فناء المسجد بعدد من الأشجار التي تم توزيعها بطريقة هندسية جميلة.
وللأسف الشديد أن هذا المسجد قد تعرض للتفجير عام ٢٠١٥م، وأصيب بأضرار بالغة، واتهمت الحكومة الشرعية في مدينة طرابلس آنذاك ميليشيات حفتر بالمسؤولية عن هذه الجريمة البشعة، وأرجو أن يكون قد تم ترميمه وعاد لأداء وظيفته المنوطة به روحيا واجتماعيا وثقافيا في بلاد البطل القرآني عمر المختار.
أ.د.فؤاد البنا
