مسجد (دومايا) أي (الجمعة) في مدينة بلوفديف بجمهورية بلغاريا.
وسمي بمسجد الجمعة لأنه كان أول مسجد تقام فيه صلاة الجمعة، ثم إنه كان الأكبر في هذه المدينة مما جعله المصلى الرئيسي للجمعة، حيث يأتيه المصلون من سائر أرجاء المدينة.
ويعد من أقدم المساجد وأكبرها في منطقة البلقان كلها، ويقع في القلب النابض للمدينة بالقرب من الاستاد الروماني، ويتصاعد من جدرانه وسقوفه عبق التأريخ العثماني المجيد؛ إذ يعود تأسيسه إلى عام ١٣٦٤م وهو نفس العام الذي تم فيه فتح هذه المدينة على يد العثمانيين، ويبدو أن واجهة المسجد المغطاة بخشب منحوت قد أضيفت في وقت لاحق.
يمتلك هذا المسجد الوردي مئذنة ذات جاذبية عالية، وترتفع في سماء المدينة الأرثوذكسية بشموخ منذ قرون بارتفاع يبلغ ٢٣م، ويزدان بتسع قباب مغطاة بالرصاص بشكل جميل، وبعض هذه القباب ليست مدورة كما هي طبيعة القباب وإنما أقرب إلى الشكل المستطيل!
ومع أن المسجد بالمجمل تحفة معمارية عثمانية، إلا أن مصممه اقتبس بعض التفاصيل من المعمار البيزنطي، كما يبدو من خلال البناء القرميدي ذي اللون الوردي الغامق، ومن بعض اللمسات في تركيب الأقواس التي يرتفع عليها السقف!
ويتميز المسجد بقوس جميل في مدخله، وتزدان قاعته الرئيسية بأقواس وأعمدة ضخمة، ويمتلك زينة مبهجة تتمثل في النقوش والخطوط الثرية وفي الثريات الكبيرة التي تتدلى من سقفه.
وتحيط بالمسجد حديقة صغيرة سميت باسمه، وكثيرا ما يزورها أبناء المدينة والسواح للتنزه وكذلك رواد السوق الذين يقصدونها للاستراحة بعد عناء السير الطويل، ولا سيما أنه يوجد مقهى تركي بجوار مدخل المسجد يبيع المشروبات والحلويات التركية المتميزة!
أ.د.فؤاد البنا
