مسجد (فيكتوريا) في مدينة فيكتوريا عاصمة دولة سيشل.
وهو أقدم مسجد في هذه المدينة التي تقع في قلب المحيط الهندي في شرق قارة إفريقيا، ويقع في سفح أحد الجبال وسط العاصمة ويتمتع محيطه بجمال طبيعي يخلب الألباب.
وكان المسجد قد تم بناؤه من قبل المجتمع المسلم في المدينة بداية، والذين ينحدر كثيرون منهم من الهند إذ جاؤوا أثناء الاحتلال الإنجليزي للهند وسيشل، وبعد أن تقادم بناؤه وضاق عن استيعاب المصلين، دفعت الأقدار أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة لزيارة سيشل سنة ١٩٨٠م، وحينما رأى المسجد أبدى استعداده لهدمه وبنائه من جديد على حسابه الخاص، وهذا ما حدث بالفعل ليتم افتتاح المسجد الجديد سنة ١٩٨١م.
يستوطن المسجد مكانا خلابا؛ حيث يعج بالأشجار في السهل والجبل، وفي خلفية المسجد يظهر الجبل وقد غرق وسط غابة من الخضرة المذهلة والمياه تتصبب من مرتفعاته، مما أضفى على المسجد جمالا إضافيا وضاعف من القابلية الروحانية لمرتاديه!
يتسع المسجد لحوالي ٨٠٠ مصلٍّ، شاملًا القسم الخاص للنساء، وتتبعه عدد من المرافق الحيوية مثل: المكاتب الإدارية ودورات المياه ومواقف السيارات وسكن الإمام.
بني المسجد على الطراز المعماري العربي؛ حيث يتميز بقبته الكبيرة ومنارته الاسطوانية العريضة، ويقوم سقف المسجد على أعمدة مقوسة، وتم طلاؤه مع سوره المرتفع بلون برتقالي مخطط بلون أبيض.
وجديرٌ بالذكر أن سيشل دولة استوائية تتبع قارة إفريقيا رغم أنها أبعد بلد عن البر الإفريقي؛ حيث تبتعد عن الساحل الشرقي للقارة بمسافة ١٦٠٠كم، وتطفو جزرها الخلابة وسط المحيط الهندي، وتواجه الصومال، وتبلغ مساحتها حوالي ٥٠٠كم٢، وتقترب نسبة المسلمين فيها من ٢%، وتنتمي غالبية أبنائها للمسيحية ثم الهندوسية.
