مسجد (الموصل الكبير) في مدينة الموصل بالجمهورية العراقية.
تم تأسيسه أيام الرئيس الأسبق صدام حسين وكان يسمى مسجد صدام الكبير، ويقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة في مدينة الموصل عاصمة الشمال العراقي!
وهذا المبنى الضخم هو مسجد مع وقف التنفيذ؛ ذلك أن الاحتلال الأمريكي للعراق حدث والمسجد قيد الإنشاء، وعندما لم تستطع المليشيات الشيعية أن تجعل منه حسينية أو مقرا لمليشياتها في أكبر مدينة سنية، وضعته في موت سريري بهذه الصورة!
وكان العمل قد بدأ فيه سنة ٢٠٠١م أيام صدام وسمي باسمه، وبعد إسقاط صدام واحتلال العراق توقف العمل فيه وتم تغيير اسمه من الأمريكيين والأحزاب الشيعية الحاكمة، ورغم ذلك لم يتم إكمال بنائه، وعرضت الإمارات العربية المتحدة إتمام بنائه مقابل تغيير اسمه إلى مسجد زايد، لكن السلطة المحلية في الموصل رفضت، ليظل متوقفا طيلة عقدين من الزمن، وبعد تعقيدات كثيرة قام الوقف السني في العراق عام ٢٠٢٠م بمواصلة تجهيزه، ومن المفترض أن يتم افتتاحه قريبا.
استخدم في بنائه الإسمنت المسلح، وتم تصميمه وفق المعمار الإسلامي الأصيل، مع إضافات عصرية زادته أناقة وفخامة؛ فهو يزدان بمئذنتين شاهقتين، وبعدد كبير من القباب التي تعلوها قبة ضخمة لتشكل القلب النابض للمسجد بجمالياته المتفردة.
ويتبوأ مكانا متميزا على تبة مرتفعة، وساعده هذا العلو على إظهار إمكاناته الضخمة، وحتى قبل أن يتم الانتهاء منه وافتتاحه فقد صار أهم معلم في هذه المدينة السنية ذات التأريخ المجيد، ومن قمة مئذنتيه يمكن مشاهدة سائر أنحاء المدينة.
المسجد أفضل تجسيد للمساجد التي تجمع بين الضخامة والفخامة في آن واحد، وهو شاهد على مرحلة تاريخية وما حدث قبلها وما وقع بعدها!
أ.د.فؤاد البنا