مسجد (حسن بيك) في مدينة يافا (التي تلاقت مع (تل أبيب)، في فلسطين المقدسة التي احتلها القادمون من وراء حجب الزمان، متسلحين بخطايا المسلمين أكثر من تسلحهم بخرافاتهم.
هو مسجد أثري يعود إلى عهد الدولة العثمانية، يقع في حي المنشية بشمال مدينة يافا التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، وهو الأثر الإسلامي الوحيد الباقي في الحي، بعد أن قام الاحتلال بهدم الحي بأكمله.
أسس المسجد في عام ١٩١٦م وافتتح سنة ١٩٢٣م، واكتسب اسمه من حاكم يافا العثماني حسن بيك الذي بناه. وقد تعرض منذ عام ١٩٤٨م لعشرات الاعتداءات ومحاولات الإحراق من قبل المحتلين، لكن الفلسطينيين تصدوا لكثير من الاعتداءات وأزالوا آثار الحرائق وحافظوا عليه جديدا متجددا!
للمسجد نمط معماري متميز دمج فيه مصممه بين النمط العثماني وأنماط عربية فخرج بهذه الصورة المختلفة. وقد استخدم في بنائه الحجر الجيري الأبيض بدلا عن الحجر الأصفر الذي كان يستخدم عادة في يافا.
للمسجد قبة واحدة متوسطة الحجم ذات لون ناصع البياض، وتبسق في جو السماء منارة اسطوانية واحدة بارتفاع شاهق وكأنها تقول لجحافل الغزاة: سيتشبث المسلمون بأرضهم مهما كانت المكائد والمؤامرات.
وتؤكد الصور بأن المسجد لوحة جمالية باذخة وسط بستان يزدان بأشجار النخيل والنباتات الجميلة التي زادته روعة!
وللأسف فقد أصبح محيط المسجد اليوم فارغا من المسلمين بعد تدمير الغزاة لجميع معالم حي المنشية المحيطة بالمسجد، لكن المصلين يأتونه من مناطق بعيدة ولا ينقطع المرابطون فيه آتين إليه من كل الأنحاء، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخبر بأن أهل هذه الأرض في رباط إلى قيام الساعة.
أ.د.فؤاد البنا
