مسجد (غيفو) أو (باب الإسلام) بمدينة غيفو في اليابان.
هو أول مسجد يتم بناؤه في هذه المدينة بل في محافظة غيفو كلها، وقد بني وسط الحقول الخضراء التي تزدان بشتلات الأرز في طرف مدينة جيفو، وربما كان غلاء الأراضي داخل المدينة هو السبب في اختيار هذا المكان بجانب الجمال الفتان للطبيعة هنا!
تم تشييد المسجد من قبل الجمعية الإسلامية التي كانت قد بنت مسجد ناغويا من قبل، ونجحت تبرعات الجالية المسلمة في بناء هذا المسجد الجديد كما فعلت في المسجد القديم. بدأ البناء في ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٧م واكتمل في ٣٠ يونيو ٢٠٠٨م، وشارك في تدشين الافتتاح إمام الحرم المكي الشيخ ماهر معيقلي وعمدة مدينة غيفو ومدير جامعتها التي يقع مقرها بالقرب من المسجد.
وقد ظهر المسجد بهذا الجمال خلال أقل من سنة، وكأن فاعلية اليابانيين قد أثرت على من قاموا بالبناء من المسلمين، فكان الإنجاز كبيرا ومتقناً وخلال فترة قصيرة، وبلغت الكلفة الإجمالية للبناء ١٢٩ مليون ين ياباني أي ما يزيد قليلا عن مليون دولار أمريكي.
أخذ مبنى المسجد شكلا مستطيلاً فيه تعرجات أضفت عليه جمالا إضافيا، ويتكون من طابقين تعلوهما قبة كبيرة في الوسط وقبتان أصغر منها تقفان عن جانبيها كأنهما حارسا شرف، وتتزين القباب الثلاث بثلاثة أهلّة ذهبية جميلة، وتوجد في مقدمة المسجد منارتان صغيرتان تجاوران المحراب الذي تم إبرازه عن واجهة المبنى، وتبدو القباب أعلى منهما قليلا، ويكتسي المبنى كله بلون ناصع البياض باستثناء الأهلة الذهبية التي تعلو القباب!
تم التصميم العام للمسجد وفق الطراز المعماري السائد في العالم العربي، لكن التفاصيل تثوي فيها اقتباسات جميلة من الفن المعماري المعاصر.
ورغم أن مساحة المسجد تبلغ ٣٥١م٢ فقط؛ إلا أن إتقان التصميم مكّن من الاستفادة من كل متر فيه؛ فبجانب قاعة الصلاة هناك مركز للثقافة الإسلامية. وبعد فترة من بناء المسجد تم تشييد مدرسة إسلامية بالجوار، وصلت تكلفة بنائها وحدها إلى ١٣٥ مليون ين ياباني حتى ينضج العقل بجانب سمو القلب.
أ.د.فؤاد البنا
