مسجد مينور أي المسجد الصغير في مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان

مسجد مينور أي المسجد الصغير في مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان



مسجد (مينور) أي (المسجد الصغير) في مدينة طشقند، عاصمة جمهورية أوزبكستان.

أ.د.فؤاد البنا

يتبوأ هذا المسجد الرائع مكانا متميزا على ضفاف قناة أنكور في العاصمة الأوزبكية طشقند بوسط قارة آسيا. ورغم أن كلمة مينور باللغة الأزبكية تعني صغيرا إلا أن المسجد كبير جدا؛ حيث يتكون من مبنيين متلاصقين، الأول تسقفه القبة والآخر يتكون من صرح مكشوف تحيط به ثلاثة أروقة وتغلقه في الجهة الرابعة بوابة ضخمة على طريقة المساجد السلجوقية والفارسية!

ويعد من احدث المباني التي امتزجت فيها الطرز المعمارية الفارسية والعربية والتركية في قالب واحد فخرج بهذه الصورة المذهلة. وزاد من سحره الجمالي إحاطته بحديقة غناء تشتمل على برك ونوافير وتتزين بخضرة أشجار ونباتات عديدة وتزدهي بألوان أنواع مختلفة من الأزاهير والورود !

بدأ تشييد هذا المسجد في عام ٢٠١٣م بأمر من رئيس الجمهورية آنذاك إسلام كريموف وعلى حساب الحكومة الأوزبكية، وفي أول يوم من شهر أكتوبر ٢٠١٤م كان المسجد جاهزا للصلاة، وتم افتتاحه من قبل الرئيس عشية عيد الأضحى، فكان ذلك العيد عيدين بالنسبة للأوزبك المسلمين الذين هُدمت الآلاف من مساجدهم أيام الشيوعية الحمراء التي احتلت بلادهم !

للمسجد مئذنتان جميلتان مال تصميمهما قليلا نحو الطراز المغولي مع الاحتفاظ بالبصمة الأوزبكية العريقة، وبين المئذنتين ترتفع قبة ضخمة ذات جمال أخّاذ لتسقف قلب المصلى فتزيده سحرا وروعة من الداخل والخارج.

يتسم المسجد كله بالبياض الناصع لأجود أنواع الرخام الذي تم تشييده منه، مع تطعيمه بلون أزرق سماوي من خلال القبة والنوافذ وقمتي المئذنتين!

يتجسد المسجد في قاعة الصلاة الأساسية ذات الأضلاع الثمانية حيث تشبه مسجد قبة الصخرة، وتتسع لأكثر من ٢٤٠٠ مصلّ، هذا غير الأروقة والصرح المكشوف في الشق الآخر من المبنى الكبير وغير الفناء الخارجي الواسع، وتم تزيين المسجد بنقوش وخطوط عربية مبهرة، كما في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ازدان بها المحراب!

وأخيرا فإن هذا المسجد ليس مجرد قاعة لأداء الصلاة، بل هو مركز ثقافي حرص مسؤولوه على أن يسهم في صناعة الوعي المنشود في هذا البلد الإسلامي العريق، ويكفي أن مدينة واحدة من مدنه خرّجت شيخ الأطباء ابن سيناء وشيخ المحدثين البخاري وهي مدينة بخارى!

x