مسجد دار الغفران في مدينة سنغافورة في جمهورية سنغافورة

مسجد دار الغفران في مدينة سنغافورة في جمهورية سنغافورة



مسجد (دار الغفران) في مدينة سنغافورة بجمهورية سنغافورة.

أسس هذا المسجد سنة ١٩٩١م وافتتح عام ١٩٩٢م، وتم توسيعه بصورة كبيرة عام ١٩٩٩م، وجرى كل ذلك على يد صندوق بناء المساجد في هذا البلد. وقد تم تشييده من ألواح جدران مكسوة من الطوب التي تمتزج مع المرافق الرياضية المجاورة.

يعد هذا المسجد ثاني أكبر مسجد في سنغافورة إذ يستوعب حوالي ٣٠٠٠ مصلّ، وهو أول مسجد ذكي من بين ١٥٥ مسجدا تحتضنها جمهورية سنغافورة التي انفصلت عن مملكة ماليزيا. ونقصد بالمسجد الذكي الذي يستخدم أحدث التقنيات في إنجاز وظائفه مع اندماجه في الطبيعة دون إحداث أي تأثير سيء على البيئة.

وقد بدأ المسجد بالتأهل لولوج عالم الحداثة والذكاء من خلال تجديد المبنى بطريقة غير تقليدية كما توضح الصور، ثم انطلق في رحلة خضراء عام ٢٠١٩م.

وفي هذا السياق عمل القائمون على المسجد بدأب من أجل أن يصبح مبنى ذكيا واتخذوا خطوات مهمة في سبيل تقليل الطاقة والبصمة الكربونية للمبنى. وفي عام ٢٠٢١م أصبح المبنى أول مسجد يستخدم الذكاء الاصطناعي في سنغافورة من أجل تحقيق وفورات في الطاقة.

وتشبه مساجد سنغافورة مساجد ماليزيا المجاورة لها في أمور كثيرة، ومنها أن المسجد ليس مكانا للصلاة فقط؛ بل هو صاحب وظائف تعليمية وتثقيفية واجتماعية عديدة؛ ولذلك فإن هذا المسجد يحتوي على عدد من الأقسام التي تعينه على القيام بوظائفه الشاملة، ومنها رياض أطفال ومدرسة دينية تقدم الدروس اليومية في المساء.

وتتجسد الحداثة حتى في هيكل المسجد الكبير الذي يتكون من ٤ طوابق للرجال والطابق الخامس مصلى للنساء، كما تظهر الصور الداخلية، لكنه يبدو للرائي من بعيد كأنه صغير!

ويختلف التصميم والتلوين في أجزاء المبنى حتى يبدو لأول وهلة كأنه يتكون من ثلاثة مباني متلاصقة، اثنان في الواجهة وواحد في الخلف!

وللمسجد منارتان مختلفتان عن كل ما عرفناه من مآذن في مساجد المسلمين القديمة والمعاصرة، وبذلك فإن القائمين عليه يؤكدون أن أشكال المساجد ليست قوالب جامدة، وإنما هي وليدة الظروف الزمانية والمكانية والبشرية، لكن المضمون ينبغي أن يظل ثابتا، فتحت الأسقف المختلفة ينبغي أن يتسابق المؤمنون على مجاهدة أنفسهم ومكابدة مكارههم، في سبيل تحصيل الرضى الإلهي واستنزال الرحمات الربانية، وذلك من خلال طقوس تعبدية معلومة ومحددة، وهذه هي طبيعة الإسلام في كل شيء؛ حيث يتميز عن كل الملل والنحل بقدرته على الجمع المتسق بين الثبات والتغير أو بين الأصالة والمعاصرة.

أ.د.فؤاد البنا

x