مسجد (مُجمّع النجمة الشمالية) في مدينة أنقرة عاصمة جمهورية تركيا.
يعد ثاني مسجد تركي حديث من حيث الضخامة بعد مسجد تشامليجا الكبير في مدينة اسطنبول، وقد افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ١٢ مايو ٢٠١٩م.
تولت بناء هذا المجمع الكبير بلدية أنقرة، ويتكون من طابقين، تم تشييدهما على مساحة تبلغ ١٢٥ ألف م٢، وقد استغرق بناؤه ٦ سنوات من العمل الدؤوب؛ نظرا لجمع المباني بين ضخامة الهياكل وفخامة التفاصيل الفنية.
يتكون المجمَّع من عدد من الأقسام، أولها المسجد الذي يتسع لحوالي ١٥ ألف مصلّ من الرجال والنساء، ومكتبة عامة تزدان بأكثر من ٧٠٠٠ كتاب ومجلد، وقاعة مؤتمرات ضخمة تتسع لحوالي ٥٠٠٠ شخص، ومكاتب إدارية، بجانب سلسلة من المطاعم والمطابخ التي توزع الطعام على الفقراء مجاناً، وفق التقاليد التي كانت متبعة في أكبر المساجد العثمانية!
ويحتوي المجمع على حمَّامات أثرية ذات طراز سلجوقي للرجال وأُخرى للنساء، وتحيط به حديقة ضخمة تثير البهجة في النفوس!
ويمتلك المجمع ضمن مبانيه سوقا مغلقا يحتوي على ٦٠ محلاً تجاريا يذهب ريعها لصالح المجمع.
تم الدمج في الطراز المعماري للمجمع بين فنون العمارتين السلجوقية والعثمانية، بجانب لمسات من فنون العمارة الحديثة، ولا يخلو التصميم من بعض الأفكار المقتبسة من طرز أخرى كما في المنارة الملتوية المأخوذة من الطراز العباسي.
ولا يختلف اثنان على أن هذا المجمع تحفة فنية مدهشة، وأنه لا ثاني له في تصميمه المذهل والذي دمج بين فنون العمارة الإسلامية بشقيها التاريخي والمعاصر؛ حيث يتمدد على مساحة كبيرة مستطيلة الشكل؛ فالحديقة المائية تقع في الوسط ببركها ونوافيرها وجزرها المزدهية بالأزهار والأعشاب، ومن على الجانبين تصطف المباني التي تعلوها القباب وفي المقدمة منها المسجد الذي يعلوها بفارق كبير، ويرتفع هيكله بصورة هرمية من خلال عدد من القباب وأنصاف القباب، وفي القمة تشمخ قبة كبيرة تسقف مقدمة المسجد الكبير، وتزين أركانه الأربعة ٤ منارات قلمية باسقة، وتنتظم عدد كبير من القباب في بقية مبنى المسجد على شكل صفوف تحيط بالصرح المكشوف للمسجد من كل الاتجاهات!
ومن الواضح تماما أن المسؤولين الأتراك يسعون من وراء هذه المشاريع الضخمة إلى بعث الروح العثمانية المعتزة بالإسلام، وقد صرح عمدة هذا المسجد بأنهم يحملون تقليدا عثمانياً يحث على وجوب وضرورة التلاقي بين ثلاثية العقيدة والعبادة والثقافة في حياة الأتراك!
أ.د.فؤاد البنا
