مسجد سورتي سني في جمهورية ميانمار

مسجد سورتي سني في جمهورية ميانمار



مسجد (سورتي سني جمعة) في مدينة يانجون عاصمة ميانمار.

يوجد مسجدان بنفس الاسم في هذه المدينة، ويتشابهان حتى في الشكل المعماري والفرق الوحيد أن أحدهما له برجا عند المدخل، ويقع المسجد الذي نكتب عنه هنا في طريق شوي بون ثار الواقع في شرق مدينة يانغون التي تغير اسمها إلى رانغون مثلما تغير اسم البلد كله من بورما إلى ميانمار.
تم بناء هذا المسجد الجامع في ستينيات القرن التاسع عشر الميلادي، وتذكر بعض المصادر أنه تم افتتاحه في عام ١٨٧١م، ومن ثم فإن هذا المسجد من أقدم المساجد التي لا تزال على حالتها الأصلية، رغم أن الجزء الخارجي منه مغطى بالبلاط اليوم.
للمسجد مئذنتان اسطوانيتان عريضتان، وقد تم تزيينهما بخطوط هندسية جعلت المسجد جذابا بطريقة مختلفة عن بقية المساجد، ويبرز برج في مقدمة وسط المعمار بشكل ملفت للنظر، ويمثل مدخلا مهيبا للمسجد، ومن خلاله ينتقل المرء من الفوضى والضجيج في السوق إلى النظام والترتيب والهدوء داخل المسجد!
بني المسجد من قبل المسلمين الهنود الذين كانوا متواجدين كجنود مع الاستعمار البريطاني، ويبدو أن هذا الأمر واحد من عوامل الحقد المتأصل ضد المسلمين من قبل البورميين (اليانماريين) الذين تنتمي أغلبيتهم إلى البوذية، وتم تعميم هذا الحقد على أبناء البلد الأصليين ثم تم تعديته ضد الإسلام نفسه، كما نرى في أعمال الإبادة الدينية والعرقية وحرق بيوتهم وأموالهم، وفي بنجلاديش تضم مخيمات اللجوء أكثر من مليون مسلم تم تشريدهم من أراضيهم حسب أرقام الأمم المتحدة !
ويشير اسم المسجد إلى أنه تم بناؤه من قبل التجار الغوجاراتيين الذين نشأوا في سورات أو بالقرب منها، وربما من بلدة راندر المقابلة لنهر تابي، ولا تزال الروابط التاريخية قائمة بين المناطق التي هاجروا منها في الهند وبين المناطق استوطنوها في ميانمار(بورما).
ونختم بالتذكير بمأساة هذه الأقلية المسلمة في هذا البلد الذي تحالفت فيه الأغلبية البوذية مع الأقلية الهندوسية ضدها، بمباركة صامتة من الأقلية المسيحية ومباركة ضمنية من المنظمات الأممية التي منحت رئيسة حكومة ميانمار جائزة نوبل للسلام قبل سنوات رغم كل الجرائم والفظاعات التي اقترفتها هذه الحكومة بحق المسلمين في هذا البلد المفخخ بالحقد العرقي والكراهية الدينية!
أ.د.فؤاد البنا

x