مسجد (سفينة نوح) في مدينة سيمارانج بجمهورية إندونيسيا.
تم تأسيس هذا المسجد على شكل سفينة، محاكاةً لمسجد مماثل في مدينة كراتشي بباكستان، ويقع في مدينة سيمارانج عاصمة إقليم جاوة الوسطى، وهي أكبر الجزر الإندونيسية التي تزيد عن ١٧ ألف جزيرة، ولأنه بعد مسجد باكستان فقد استفاد من جمالياته وأضاف جماليات خاصة به!
وبسبب تفرد فكرة المسجد وما يمتلكه من لوحات جمالية بديعة، بجانب موقعه الذي يتدفق منه الجمال الفتّان للطبيعة، فقد أصبح المسجد واحدا من أهم الوجهات التي يقصدها السواح في ضواحي مدينة سيمارانج.
يتكون مبنى المسجد من ثلاث طبقات، فالطابق الأرضي يحتضن قاعة اجتماعات، ويزدان الطابق الثاني بقاعة الصلاة، أما الطابق الثالث فيتضمن مكتبة إسلامية بكل ما تحتاجه من وسائل، ويمكن لسطح المسجد أن يتسع لأعداد إضافية من المصلين عند الحاجة.
بني هذا المسجد عام ٢٠١٥م، وقامت ببنائه مؤسسة تسمى سفينة النجاة، وتولى النصيب الأوفر من مهمة البناء عالم دين يدعى أحمد، حيث ندب المسلمين للتبرع من أجل بناء هذا المسجد المتفرد.
ويمتلك المسجد قاعة للمحاضرات والأعراس، والدخول إليه بسعر رمزي لا يصل إلى نصف دولار؛ نظرا لكثرة الإقبال عليه من قبل السواح!
وتقوم المؤسسة بتقديم خدمات طبية مجانية للمحتاجين عبر فريق من أطباء متخصصين، وتخطط لتقديم برامج في السياحة التعليمية من خلال تبني المكتبة لتدريبات باللغتين العربية والإنجليزية.
تصل المساحة التي تم البناء فيها إلى ٢٥٠٠م٢، ويبلغ طول القارب المسجدي ٥٠م وعرضه ١٧م وارتفاعه ١٤م، أي أن ارتفاع المبنى يقارب ارتفاع عمارة من أربعة أدوار، وقد أخذ المبنى شكل سفينة كبيرة ذات نوافذ مستديرة وكأنها سفينة حقيقية، بجانب إحاطته بقناة مائية لا تخلو أبدا من ماء!
وما يزال المشروع واعدا حيث يخطط القائمون عليه من أجل إيجاد مؤسسة تربوية تنطلق من الرؤية الكلية للتربية الإسلامية، وتعد لبناء عيادات صحية حول مجمع المسجد. بجانب بناء بعض الملحقات الأخرى على القناة المائية المحيطة بالمبنى.
وخلاصة القول إن هذا المسجد تحفة متفردة وسط الغابات الاستوائية وحقول الأرز الساحرة، ويستجلب أعدادا كبيرة من الزوار من
داخل إندونيسيا وخارجها.
أ.د.فؤاد البنا
